للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موضوع باتفاق أهل العلم، والذين يروونه ذكروه في فضل عقل الإنسان، وأما ما يظن بعض الناس المراد به العقل الفعال فهذا قول من يقول من المعتزلة والملاحدة الذين يقولون بأن العقل الفعال هو المبدع لهذا العالم، وهذا مما هو مخالف لما اتفقت [عليه الرسل] (١) ، وقد بسط شيخ الإسلام الكلام حول هذا الحديث وتكلم في معناه، ورد على الذين يحتجو به من وجوه عديدة (٢) .

ب - وحديث: " إن من العلم كهيئة المكنون لا يعرفه إلا أهل العلم بالله، فإذا ذكريوه لم ينكره إلا أهل الغرة بالله تعالى " (٣) ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وهذا الحديث وإن لم يكن له إسناد صحيح، فقد ذكره شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي، وأبو حامد الغزالي (٤) وغيرهما، لكن ذكر شيخ الإسلام عن شيخ الهروي يحيى بن عمار أن من هذا أحاديث الصفات الموافقة لقول أهل الإثبات، وأبو حامد قد يحمل هذا - إذا تفلسف - على ما يوافق أقوال الفلاسفة النفاة " (٥) .

فحكم عليه شيخ الإسلام بأن ليس له إسناد صحيح.


(١) أحاديث القصاص (ص: ٥٧-٥٨) ، ط الثانية، وانظر أيضاً: جامع الرسائل (١/١٦٨) ، والرد على المنطقيين (ص: ١٩٦-٢٧٥) ، والجواب الصحيح (٣/١١٨) ، ودرء التعارض (٥/٢٢٤-٣٨٦) ، ومجموع الفتاوي (١٨/٣٣٦-٣٣٨) .
(٢) السبعينية (ص: ٥-٤٤) ، والصفدية (١/٢٣٧-٢٤١) .
(٣) رواه الديلمي في مسند الفردوس (١/٢٥٨) ، ورقمه (٧٩٩) ، قال ابن حجر في تسديد القوس - حاشية الفردوس - " أسنده عن أبي هريرة وهو من أربعين السملى في التصوف، وسنده ضعيف"، وانظر: الترغيب والترهيب (١/١١١) ، وتخريج أحاديث إحياء علوم الدين (١/١٠٢) رقم (٨٣) ، وكنز العمال (١٠/١٨١) .
(٤) انظر: الأحياء (١/٢١) .
(٥) انظر: درء التعارض (٥/٨٥-٨٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>