للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جـ - ومن ذلك ما يرويه الصوفية عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تكلم مع أبي بكر كنت بينهما كالزنجي الذي لا يفهم " (١) ، قال شيخ الإسلام، " هذا كذب ظاهر لم ينقله أحد من أهل العلم بالحديث ولا يرويه إلا جاهل أو ملحد " (٢) .

وغيرها من الأحاديث (٣) .

٣- رد شيخ الإسلام على أهل الكلام من الأشاعرة وغيرهم في فهمهم لبعض الأحاديث وما فيها من توجيه وبيان حول الإيمان بالله تعالى، ومن ذلك أحاديث الوسوسة كحديث أبي هريرة رض الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل آمنت بالله "، وفي لفظ " يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك، فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته " (٤) ، وكحديث أنس بن مالك يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا: هذا الله خالق كل شيء، فمن خلق الله؟ " (٥) ،

فإن الرازي ونحوه ظنوا أن هذه الأحاديث ليس فيها برهان وإنما فيها طلب الاستعاذة بالله تعالى، ومثل لذلك بمثال، وهذا جواب من الرازي لسؤال ورد عليه فقيل له: لمَ لم يأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عند هذا الوسواس بالبرهان


(١) ذكره في تنزيه الشريعة (١/٤٠٧) ، والأسرار المرفوعة (٤٧٦) ، والفوائد المجموعة (ص:٣٣٥) ، ونقلوا عن ابن تيمية أنه موضوع.
(٢) أحاديث القصاص (ص:٦١) ، وانظر أيضاً: درء التعارض (٥/٢٧) ، والسبعينية (ص: ٥٦) ، ومجموع الفتاوي (١١/٧٧،١٠٩، ١٦٨، ١٣/٢٥٣) .
(٣) انظر مثلاً: السبعينية (ص: ٦٢-٦٣) ، حيث رد على رواية لحديث الافتراق وأن فيها " كلهم في الجنة إلا الزنادقة وقد ذكر هذا الحديث الغزالي في فيصل التفرقة (ص: ١٩٣) ، وقال فيه شيخ الإسلام إنه كذب موضوع.
(٤) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان، ورقمه (١٣٤) وما بعده.
(٥) رواه البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من كثرة السؤال ورقمه (١٢٩٦) ، (فتح الباري ١٣/٢٦٥) ، ورواه مسلم في الإيمان باب بيان الوسوسة ورقمه (١٣٦) ، لكن بلفظ " قال الله عزوجل إن أمتك لا يزالون يقولون ما كذا وما كذا حتى يقولوا: هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟ "..

<<  <  ج: ص:  >  >>