للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤمنين، وتوافق المتقين، الذين لا يجتمعون على الضلالة" (١) .

وفي مكان آخر يبين شيخ الإسلام أن الصحابة كانوا أعلم الناس بالقرآن ومعانيه (٢) ، وأنهم كانوا يجادلون أهل الأهواء ويفحمونهم بالحجة والبرهان (٣) ، وأنهم كانوا يسألون عما يشكل عليهم، ويذكر نماذج عديدة لذلك (٤) ، كما بين الصحابة إذا تنازعوا فإنهم يردون ما تنازعوا فيه إلى الكتاب والسنة، ويذكر لذلك بعض الأمثلة المشهورة (٥) ، والصحابة كان منهجهم التسليم ولم تكن تلك النصوص والأخبار التي يتلقونها عن الله ورسوله تعارض معقولاتهم، ولو وقع شيء من ذلك لأوجب الحيرة والألم والفساد (٦) .

٢- أن السلف عموماً - وفيهم الصحابة - أكمل الناس علماً، وأدقهم نظراً، وأبرهم قلوباً، وأقلهم تكلفاً، وإذا كانوا كذلك فإليهم وإلى أقوالهم يجب الرجوع:

أ - يقول شيخ الإسلام: " ومن تدبر كلام أئمة السنة والمشاهير في هذا الباب علم أنهم كانوا أدق الناس نظراً، وأعلم الناس في هذا الباب بصحيح المنقول وصريح المعقول، وأن أقوالهم هي الموافقة للمنصوص والمعقول، ولهذا تأتلف ولا تختلف، وتتوافق ولا تتناقض، والذين خالفوهم لم يفهموا حقيقة أقوال السلف والأئمة، فلم يعرفوا حقيقة المنصوص والمعقول، فتشعبت بهم الطرق، وصاروا مختلفين في الكتاب مخالفين للكتاب، وقد قال تعالى: {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} (البقرة:١٧٦) ، ولهذا قال الإمام أحمد


(١) نقض التأسيس المخطوط (٣/٢١٦-٢١٧) .
(٢) انظر: نقض التأسيس المخطوط (٢/٧١-٧١) .
(٣) انظر: تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل، لابن تيمية، قطعة منه نقلها ابن عبد الهادي في العقود الدرية (ص: ٣١) .
(٤) انظر: درء التعارض (٧/٤٥-٥٥) .
(٥) انظر: المصدر السابق (١/٢٧٢-٢٧٣) .
(٦) انظر: الفرقان بين الحق والباطل، مجموع الفتاوي (١٣/٢٩) ، وانظر درء التعارض (٧/٤٤-٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>