للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- بين أولاً أنه لا يكذب ولا يناقض.

- ثم بين ثانياً أنه مصدق موافق.

وأما هؤلاء:

- فبين أن كلامهم الذي يعارضون به الرسول باطل [لا يعارض به (١) ] ولا يكفي كونه باطلاً لا يعارض.

- بل هو أيضاً مخالف لصريح العقل، فهم كانوا يدعون أن العقل يناقض النقل.

فبين أربع مقامات:

١- أن العقل لا يناقضه.

٢- ثم بين أن العقل يوافقه.

٣- وبين أن عقلياتهم التي عارضوا بها النقل باطلة.

٤- وبين أيضاً أن العقل الصريح يخالفهم.

ثم لا يكفي أن العقل يبطل ما عارضوا به الرسول، بل يبين أن ما جعلوه دليلاً على إثبات الصانع إنما يدل على نفيه، فهم أقاموا حجة تستلزم نفي الصانع، وإن كانوا يظنون أنه يثبتون بها الصانع.. ولهذا كان يقال في أصولهم: " ترتيب الأصول في تكذيب الرسول"، ويقال أيضاً: " ترتيب الأصول في مخالفة الرسول والمعقول"، جعلوها أصولاً للعلم بالخالق، وهي أصول تناقض العلم به، فلا يتم العلم بالخالق إلا مع اعتقاد نقيضها" (٢) ، وقد ضرب شيخ الإسلام لذلك بمثالين - عن الأشاعرة -لا يدلان على إثبات الصانع، بل هي تؤدي إلى التكذيب به: أحدهما: قول الرازي بالإمكان تبعاً لابن سينا، وزعمه أنه لا يمكن إثبات واجب الوجود إلا بإثبات ممكن قديم، وهذا باطل، والثاني: دليل حدوث الأعراض ولزومها للأجسام، حيث أدى بهم هذا إلى أنهم ادعوا امتناع كون الرب يفعل بمشيئته وقدرته وعطلوه عن الصفات، فلم يثبتوا الصانع القديم (٣) .


(١) في المطبوع [لا تعارض فيه] ولعل الصواب ما أثبت كما يدل عليه الكلام الذي بعده.
(٢) مجموع الفتاوي (١٦/٤٤٢-٤٤٣) .
(٣) المصدر السابق (١٦/٤٥٢-٤٥٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>