للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و - أن الله تعالى ذم أهل الكتاب على ما فعلوه من عدة وجوه:

- كتمانهم ما أنزل الله.

- والكذب فيه.

- وتحريفه.

- وعدم فهمه.

وأهل الكلام مشابهون لهم في هذه الوجوه:

- فهم تارة يعرضون عن كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعارضونهما بآرائهم وأهوائهم فيكتمون الأحاديث المخالفة لأقوالهم.

- وأحياناً يضعون بعض الأحاديث التي توافق بدعهم.

- وهم أيضاً يحرفون النصوص بأنواع التأويلات الفاسدة.

- وهم أيضاً لا يفهمون النصوص لأنهم إما أن يؤولوها إلى معانٍ أخرى، أو يفوضونها فيصيرون مثل أهل الكتاب الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني (١) .

وهذا واضح من التطبيق العملي لأحوال أهل الكلام فهم معرضون عن الكتاب، أما السنة فهم أجهل الناس بها - كما سبق بيانه -.

ز- أن من المقطوع به أن الرسول أوجب على الخلق تصديقه فيما أخبر به ومن لم يكن كذلك لم يكن مؤمناً به، وإذا كان كذلك كانت أقوال هؤلاء التي يعارضون بها أقواله معلومة الفساد بالضرورة (٢) .

ح - أن الله ذكر في كتابه أنه ضمن الهدى والفلاح لمن اتبعه، قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} (البقرة:٢) ، وقال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى


(١) انظر: درء التعارض (٥/٢٢٣-٢٢٧) .
(٢) انظر: المصدر السابق (٥/٣٣٨-٣٣٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>