للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كمااحتلوا نصيبين وحران والرها، وفي سنة ٦٥٨هـ هاجموا حلب وقتلوا فيهاخلقا كثيراحتى امتلأت الطرقات بالقتلى وأسروا النساء ونهبوا الأموال. وأحرق النصارى الجامع الكبير فيها (١) ثم في نفس هذه السنة أخذ التتار دمشق، وصار لحلفائهم النصارى صولة وجولة، وتقدموا بالهدايا لهولاكو وعملوا أعمالا منكرة، من ذلك أنهم حملوا الصليب فوق الرؤوس وهم ينادون بشعارهم: ظهر الدين الصحيح دين المسيح ويذمون دين الإسلام وأهله، بل ألزموا المسلمين بالقيام في دكاكينهم للصليب وأهين القضاة والفقهاء لما جاءوا يشكون إلى متسلمها النصراني (٢) .

ثم رجع هولاكو إلى الشرق لما علم بوفاة أخيه وكان ذلك سنة ٦٥٨ هـ بعد أن أقام له نائبا معه جيش قوامه عشرة آلاف من التتار وكان ذلك بضغط من النصارى الذين كانوا يأملون في استرداد بيت المقدس من المسلمين (٣) .

وقد واصل التتار زحفهم إلى بقية بلاد الشام فاحتلوا الخليل وغزة وبذلك أصبحوا على مشارف مصر.

هـ- في هذه الأجواء التى عاشها العالم الإسلامي انقرضت دولة الأيوبيين ونشأت دولة المماليك، وكان السلطان وقت سقوط بغداد: المنصور نور الدين على بن المعز أيبك، وكان صبيا صغيرا، فلما ظهر الخطر المغولي خاصة بعد احتلالهم الشام رأى المماليك أن السلطان صبى لا يستطيع تدبير المملكة، ومن ثم أعلن السلطان قطز (٤) سلطانا سنة ٦٥٧ هـ، وقد أرسل هولاكو - قبل رجوعهـ رسالة إلى الملك المظفر ملؤها التهديد والوعيد والغطرسة وفيها يطلب منه


(١) انظر: البداية والنهاية (١٣/٢١٨) ، والنجوم الزاهرة (٧/٧٤-٧٦) ، والسلوك (ج ١ ق ٢ ص: ٤٢٢) ، وذيل مراة الزمان (١/٣٤٩) .
(٢) انظر: البداية والنهاية (٩/١٣ ٢١) ، والنجوم الزاهرة (٧/٧٦) ، والسلوك (ج ١ق ٢ص: ٤٢٣- ٤٢٥) .
(٣) السلوك (ج ١ ق ٢ ص: ٤٢٧) ، مؤرخ المغول (ص: ٥١) .
(٤) هو: الملك المظفر سيف الدين قطز بن عبد الله المعزى، يقال: أنه بن أخت خوارزم شاه، جلال الدين- آخر ملوك الدولة الخوارزمية الذين قاوموا التتار في المشرق- قتل الملك المظفر بعد وقعة عين جالوت في ١٦ ذو القعدة سنة: ٦٥٨ هـ. ذيل الروضتين (ص: ٢١٠) ، وسير أعلام النبلاء (٢٣/ ٢٠٠) ، والدليل الشافي (٢/٥٤٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>