للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- عامل الخليفة- ما أردت بهذا؟ فقلت: كتاب الله عز وجل ولم أزد في كتابه شيئا كما قال ووصف تبارك وتعالى (١) . قال أحد مترجمي الإمام أحمد معلقا: " قلت: انظر كيف فتح الله على الإمام أحمد بإقامة حجته في إثبات الصفات من الآية التى احتجوا عليه بها، فكان الذى استدلوا به دليلا له لا عليه رضى الله عنه " (٢) .

فالإمام أحمد كان يحذر من التعطيل ومن التشبيه معا، وقد نقل شيخ الإسلام عن الطبري أنه ذكر في تاريخهـ قال شيخ الإسلام: لكن أرسل ذلك والله أعلم بحقيقته (٣) - (أنه لما قرأ على علماء بغداد من المحنة كتاب المأمون الذي دعا الناس فيه إلى التجهم، فيه:"لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه ".

أقر بذلك من أقر به، وأما أحمد فقال: لا أقول: لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه (٤) ، وهذا يبين كمال علمه ومعرفته بالأقوال المنافية لدين الإسلام، واحترازه فيها، مع أن كثيرا من الناس يطلق هذه العبارة، ويريد بذلك نفي المماثلة، ومقصوده صحيح، وقد يريد ما يجمع الحق والباطل، أو يريد تنزيها مطلقا لا يحصل معناه " (٥) .

وقد أعاد شيخ الإسلام في درء التعارض ذكر رواية الطبرى حول المحنة- ولم يذكر أنها مرسلة- وقال معلقا: (والمقصود أنه ذكر في كتابه:"لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه "، فوافقه من لم يعرف حقيقة هذه الكلمة، وذكر عن أحمد أنه قال: لا يشبه الأشياء، وليس كمثله شيء، ونحو ذلك، أو كما قال.


(١) انظر: سيرة الإمام أحمد بن حنبل، لولده صالح (ص: ٤٩) ، وذكر محنة الإمام أحمد، لحنبل بن إسحاق بن حنبل (ص: ٣٨) - وفي المطبوعة سقط-، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص: ٣٨٧) ، ومحنة الإمام أحمد بن محمد بن حنبل لعبد الغني المقدسي (ص: ٤٢-٤٤) .
(٢) الجوهر المحصل في مناقب الإمام أحمد، تأليف محمد بن محمد بن أبي بكر السعدي الحنبلي المتوفي سنة ٩٠٠ هـ (ص: ٦٩) .
(٣) كأن شيخ الإسلام ابن تيمية استنكر انفراد الطبرى بها، إذ لم يذكرها مترجموه، حتى الذين أفردوا كتبا لترجمته أو لمحنته.
(٤) انظر: تاريخ الطبري ٨/٦٣٩.
(٥) نقض التأسيس- مخطوط- (٣/٢٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>