للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما دلت عليه النصوص وهو قول جمهور السلف" (١) .

ثم رجح شيخ الاسلام القول الثاني، وذكر أدلة ترجيحه من وجوه عديدة بلغت خمسة عشر وجها (٢) . بين فيها- من خلال الأدلة الشرعية والعقلية- موافقة هذا الحديث لمذهب السلف. وقد ذكر بعض هذه الأوجه ملخصة شارح الطحاوية (٣) .

هذه بعض اللمحات في بيان شيخ الاسلام لهذه المسألة- مسألة حوادث لا أول لها- ومن أراد استيعاب أقواله ومذهبه في ذلك، فلابد له من الرجوع إلى ما أورده في كتبه ورسائله المتعددة من تحقيقات ومناقشات (٤) .

ج-- الأدلة الأخرى على إثبات الصانع التي ذكرها الأشاعرة:

سبق الحديث عن الدليل المشهور للأشاعرة على إثبات حدوث العالم وهو دليل حدوث الأجسام، الذي قصدوا من تقريره إثبات الصانع والرد على الفلاسفة القائلين بقدم العالم أو قدم شيء منه، وقد تبين من خلال مناقشات شيخ الإسلام لهذا الدليل أن كثيرا من الأشاعرة نقدوا هذا الدليل وضعفوه، ورأوا أن إثبات

الصانع لا يتوقف على هذا الدليل الذي زعم بعضهم أنه لا دليل غيره.

ولذلك لما ذكر المتأخرون- كالرازي- أدلة إثبات الصانع، ذكروا للناس


(١) شرح حديث عمران بن الحصين- مجموع الفتاوى (١٨/٢١١-٢١٣) .
(٢) انظرها في المصدر السابق (١٨/٢١٣-٢٤٣) ، وشرح حديث عمران مطبوع مجموعة الرسائل والمسائل، تعليق محمد رشيد رضا (٥/١٧١-١٩٥) . وانظر أيضا الصفدية (١/١٤) ومابعدها،
ومنهاج السنة (١/ ٣٦٠) ومابعدها،- ط جامعة الإمام-. وحقيقة مذهب الاتحاديين- مجموع الفتاوى (٦/٢٧٥) ، ودرء التعارض (٨/٢٨٧-٢٩٠) .
(٢) (ص:١٤٠-١٤١) .
(٤) انظر مثلا: شرح الأصفهانية (ص: ٣٤٨) - ت السعوي، وشرح حديث النزول- مجموع الفتاوى (٥/٥٤٠ - ٥٤١) ، ومجموع الفتاوى (١٢/٥٩٣) ، والدرء (ج- ١ ص: ١٢٠- ٣٠٣،١٢٥-٣٠٤، ٣٢٠-٣٢٤،٣٤٧-٣٤٨، ٤٠٦) ، (وج- ٢ ص: ٢٦٠ -٢٧٠، ٢٧٦-٢٨١، ٣٤٤- ٣٩٩) (وج- ٣ ص: ٤٠-٥٦) (وج- ٤ ص: ٦٦- ٧٠) ، (وب ٩ ص:،٧٢، ١٠٣، ١٣٨، ١٥٨) ، والصفدية (١/ ٥٠-٥٤، ٦١ -٦٥، ٢٧٧،٨١) وغيرها كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>