للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أهل مصر كتابا يعاتبهم في ذلك ويقول: إن كان ما بقي عندم رجل تولونه فقولوا لنا نرسل إليكم رجلا (١) وقد وصل خطاب الخليفة هذا إلى المماليك بعد أن مضى على تولي شجرة الدر ثمانون يوما اقتنع أمراء المماليك بخطئهم وقالوا: لا يمكن حفظ البلاد والملك لامرأة، فأشاروا على شجرة الدر أن تتزوج كبير المماليك وهو الأتابك أبيك التركماني وتتنازل له عن العرش، فقبلت ذلك وخلعت نفسها من السلطنة، فتولى عز الدين أيبك هذا سنة ٦٤٨ هـ، وبذلك قامت دولة المماليك في مصر (٢) .

وقد عاصر ابن تيمية سلطنة عدد من المماليك بلغوا عشرة خلال فترة حياته وقد برز منهم أربعة:

الأول: الظاهر ركن الدين بيبرس [٦٥٨-٦٧٦ هـ] الذي تولى بعد وقعة عين جالوت وقتله للملك المظفر قطز، وتعتبر ولايته البداية الحقيقية لسلطة المماليك كحكام قاموا وعملوا على صد المغول ومقاومة الصليبيين عن بلاد الشام ومصر. وقد تميز عهده بمايلي:

أ- مقاومة وصد العدوان المغولي على الشام.

٢- مقاومة وحرب الصليبيين في بلاد الشام وتطهير بعض المدن من رجسهم-كما تقدم-.

٣- إعادة وإحياء الخلافة العباسية في مصر سنة ٦٥٩ هـ.

٤- وفي ما يتعلق بالقضاء تميز عصره ببداية تولية أربعة قضاة للمذاهب الأربعة (٣) بدل قاض واحد كما كان في السابق، وكان ذلك سنة ٦٦٣ هـ


(١) بدائع الزهور (١١ / ٢٨٧) ، والسلوك (١ / ٣٦٨) ، وحسن المحاضرة (٢ / ٣٦) ، والعز ابن عبد السلام للوهيبي (ص: ٢٤- هـ ٢) .
(٢) ليست هذه أول دولة للمماليك، بل سبق أن أسسوا دولة لهم في الهند في دلهي سنة ٦٠٢ هـ وامتدت إلى سنة ٩٦٢ هـ، وأول ملوكهم ايلتش الذى إعترف به الخليفة العباسي في بغداد سلطانا، ومن الطريف ونحن نشير إلى شجرة الدر- أنه بعد وفاة إيلتمش سنة ٦٣٤ هـ تولت ابنته السلطة على عرش دهلى فحكمت إلى سنة: ٦٣٨ هـ فاعترض على سلطتها وقتلت. انظر قيام دولة المماليلث (ص: ٢٩-٣١) ، ومعجم الأسر الحاكمة (٢/٥٩٨) ، ورحلة ابن بطوطة (٢/٤٨٦-٤٨٧) .
(٣) سبق في سنة: ٥٢٥ هـ زمن الدولة الفاطمية أن عين أربعة قضاة لكنهم: شافعي، ومالكي،=

<<  <  ج: ص:  >  >>