للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

على بدء خلقهم، بل أهون فاستدل الله ﷿ على وجود البعث بخلق الناس أول مرة.

رابعًا: قوله تعالى: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ [يس: ٧٨، ٧٩].

خامسًا: كل الأدلة التي فيها الأمر بالاعتبار والتفكر كما في قوله تعالى: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ [الحشر: ٢].

وغير ذلك من الأدلة.

وأما السنة فالأدلة أيضًا كثيرة من ذلك:

أولًا: حديث أبي هريرة في الصحيحين في قصة الرجل الذي جاء إلى النبي فقال: يا رسول الله إن امرأتي ولدت غلامًا أسود. فقال النبي : «هل لك إبل؟» قال: «نعم» قال : «فما ألوانها؟» قال: حمر قال: «هل فيها من أورق»؟ قال: إن فيها لوُرْقا قال: «فأنى أتاها ذلك» قال: عسى أن يكون نزعه عِرْق قال: «وهذا عسى أن يكون نزعه عِرْق». (١)

فهنا قاس النبي لون هذا الولد على ألوان هذه الإبل.

ثانيًا: حديث ابن عباس في المرأة التي قالت للنبي : «إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ فقال النبي : «نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا الله؛ فالله أحق بالوفاء». (٢)

فهنا قاس النبي دَين الله ﷿ على دَين المخلوق، فكما أنه يجب قضاء دَين المخلوق فكذلك أيضًا يجب قضاءُ دَين النذر.

وكذلك من الأدلة: إجماع الصحابة على استخدام القياس في


(١) أخرجه البخاري رقم (٥٣٠٥)، ومسلم رقم (١٥٠٠).
(٢) أخرجه البخاري رقم (١٨٥٢).

<<  <   >  >>