للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

النساء: ٩٢، فوجبت الدية ولم يُعذر بالخطأ، والنسيان أخو الخطأ في كتاب الله ﷿.

٢ - ولأن حقوق المخلوقين مبنية على المشاحَّة.

ولهذا قال الشيخ :

• • •

٥٦ - إن كان ذا في حقِّ مولانا ولا … تُسقطْ ضمانًا في حقوق للمَلا

فَفرْق بين حق الله وحق المخلوق، فما يتعلق بحقوق المخلوقين يجب فيه الضمان؛ لأن حقوق العباد مبنية على المشاحَّة، والمقاضاة، وأما الإثم فيسقط، ولهذا لما غضبت عائشة وضربت يد الخادم فانكسرت القصعة ضمنها النبي وجعل فيها الطعام قال : «طعام بطعام، وإناء بإناء» (١).

[مسألة: الخطأ يراد به معنيان]

الأول: ضد الصواب، واسم الفاعل من هذا المعنى: "خاطئ"، كما في قول إخوة يوسف : ﴿قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾ يوسف: ٩٧.

الثاني: عدم القصد للفعل، واسم الفاعل منه: "مخطِئ".

وما قيل في النسيان، يقال في الخطأ.

أما بالنسبة للجهل فتقدم الكلام عليه فيما يتعلق بالعذر بالجهل وما لا يعذرعند قول الناظم: والشرع لا يلزم قبل العلم (٢)

والجهل: لغة: نقيض العلم.

وأما في الاصطلاح: الجهل بالأحكام الشرعية، كلها أو بعضها.


(١) أخرجه الترمذي رقم (١٣٥٩) وقال حديث حسن صحيح وأصله في البخاري رقم (٢٤٨١).
(٢) انظر ص (٨٨).

<<  <   >  >>