للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٤ - وكُلُّ مَشْغُولٍ فَليسَ يُشْغَلُ … بِمُسْقِطٍ لِما بِهِ يَنْشَغِلُ

قوله: [مشغول]: اشتغل بكذا عمل وتلهى به عن غيره، ومال.

مشغول: مقيد بالتزام يحدد بعض التصرف فيه.

وقوله: [وكل مشغول فليس يشغل]: دليل هذه القاعدة: قوله : «إن في الصلاة لشغلا» (١) فالصلاة لها أفعال، وأذكار خاصة فلا تشغل بغير ما شرع فيها ونظير ذلك قول الشيخ السعدي :

وكل مشغول فليس يشغل … مثاله المرهون والمسبَّل (٢)

ومعنى القاعدة: أن من اشتغل بشيء شرعي، سواء من المكلفين أنفسهم، أو فيما يلزمهم من أملاكهم ومعاوضتهم، فإنه لا يجوز أن يشتغل بشيء آخر حتى يفرغ من الأول.

مثال ذلك: اقترضت من زيد ألف ريال، ثم رهنت بيتك، فهذا البيت الآن انشغل، أصبح توثقة لهذه الألف التي اقترضتها، فلا يصح بيع هذا البيت؛ لأنه الآن انشغل بتوثقه القرض.

أيضًا المُسَبَّل (الوقف) أصبح مشغولًا بالوقف، فلو وقفت بيتك، أو سيارتك لا يصح أن تهبها أو تبيعها … إلخ؛ لأنها انشغلت بالوقف.

ومثل ذلك: في العبادات لو أن الإنسان شرع يصلي ثم سمع المؤذن يؤذن فلا يجيبه؛ لأنه مشغول في الصلاة، والنبي قال: «إن في الصلاة لشغلًا» (٣) لكن الأذكار القصيرة التي وجد سببها في الصلاة يأتي بها المصلي.

أي أن كل ذكر وجد سببه في الصلاة فإنه يؤتى به كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية .


(١) أخرجه البخاري رقم (١١٩٩)، ومسلم رقم (٥٣٨).
(٢) منظومة القواعد الفقهية للسعدي البيت رقم (٤٣).
(٣) تقدم تخريجه قريبًا.

<<  <   >  >>