للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كلام ولي الله، قال: فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، قال: فرد عليَّ السلام وأحمر وجهه، قال: ثم التفت إلى ابنه الأصغر فقال: له يا أبا الطيب من هذا الذي أدخلته عليَّ من غير إذن، قال: فاحتج الفتى عني وأحسن، وقال: يا أبة هذا شيخ من أهل الشام مقيم معنا في بلدنا منذ أربع حجج، وقد سألنا أن ندخله عليك لينظر إليك نظرة، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "طوبى لمن رآني ومن رأى من رآني"، وأنت يا أبة قد رأيت من رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخدمه، قال: لا بأس، وطابت نفسه، ثم التفت، وقال لي: يا شامي، من أي الشام أنت؟، قال: قلت: أنا من أهل أنطاكية، فقال: لي مرحبًا بك وأهلا، أنت من المدينة التي منها الرجل الصالح حبيب النجار، بعث الله تعالى المرسلين إلى أنطاكية، فجاء رجل من أقصى المدينة يسعى، قال: يا قوم اتبعوا المرسلين، وكان قدومه على عاتقه، فعلوه بالقدوم حتى قتلوه، ووطئوا بطنه حتى خرجت بيضته من دبره، فإذا كان يوم القيامة {قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧)} (١)، قال: قلت: حدثني - رحمك الله - بحديت أحدث به عنك، وأشكرك عليه، ويهبك الله تعالى الجنة، قال: إني قد آليت على نفسي أن لا أحدث أحدًا، ولم أحدث أحدًا منذ عشرين سنة، ولكني أكفر عن يميني وأحدثك إن شاء الله، قال: فأخرجت الألواح المسودة، فقال لي: أكتب يا شامي: بسم الله الرحمان الرحيم، حدثني أنس بن مالك خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أمتي أمة مرحومة جعلها الله تعالى في الأمم كالقمر ليلة البدر، محسنها يدخل الجنة بلا حساب، ومسيئها يغفر له بشفاعتي"، قال: "ثم قرأ مصداقه من القرآن: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (٢)، فسابقنا سابق، ومقتصدنا


(١) يس: ٢٦ - ٢٧
(٢) فاطر:٣٢