للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وصليت وردي اضطجعت ثم نمت، فلما ذهب النوم أطيب ما كنت فإذا أنا بابن العجوز قد أقبل عليّ، أحسن الناس وجهًا، وأطيب رائحة، فقال: نور الله قبرك، وجزاك عني أفضل الجزاء، كما أديت الرسالة والأمانة، إن الله -عز وجل -قد نور قلبي، وأدخل قبري السرور والرحمة بدعاء والدتي، ودعاء الفقراء لي، إن الصدقة شيء عجيب تطفئ غضب الرب، فإذا أصبحت سالمًا، فائت والدتي فأقرئها السلام واعلمها أن الصدقة قد وصلت، وقل لها: لا تقطعي الصدقة، فإن دليل الخير عند الله كثير، قال: فانتبهت فرحًا، قد أذهب الله تعالى الغم عني، قال: وصرت إلى والدته فأخبرتها بما رأيت، فسرت بذلك وآلت على نفسها أنها تتصدق عنه في كل يوم، قال: قلت: يا صالح قد وعدني مواليك هؤلاء أن يدخلوني على مولاك، قال: لي هيهات ما أطمع لك في ذلك لأنه كبير قد أتى عليه عشرون ومائة سنة، قد احتجب عن الناس منذ عشر سنين، قال: قلت: قد وعدوني أن يكلموا لي ابنه الأصغر، فقال لي: نعم، ليس في أولاده أصبح وجهًا منه، ولا أرق قلبًا، ولا أرحم بالغريب، وإن للشيخ من صلبه سبعين ذكرًا، قال: فصليت العصر وخرجت وخرج صالح، فسلمت فردوا علي السلام، ثم التفتوا إلى أخيهم الأصغر، فقالوا: يا أبا الطيب، إنَّا نعرضك إلى الأجر، وهذا الرجل مقيم معنا في بلدنا منذ أربع حجج، وقد سألنا أن ندخله إلى والدنا لينظر إليه نظرة، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "طوبى لمن رآني ورأى من رآني"، قال: نعم، وكرامة، فنهض ودق الباب، فلما دق باب القصر خرج خادم ففتح باب القصر، فلما فتح الباب شممت منه رائحة المسك والزعفران والياسمين، فسألت الله تعالى الجنة، قال: ثم دخلنا من قصر إلى قصر ومن نهرٍ إلى نهر فإذا الشيخ متكيء على فرش مشيدة، ووجهه كالقمر ليلة البدر، قال: فقلت: هذا واللّه وجه من وجوه أهل الجنة، فجاء حتى وقف ابنه بين يديه، فقال: السلام عليك يا أبة ورحمة الله وبركاته، فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، رضي الله عنك وعن والديك وما ولدا، وعن جميع المسلمين، قال: فقلت: في نفسي: واللّه لا فاتني