للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يا هذا أيش حالك من بين أصحابك هؤلاء الذين قد ألبسهم الله تعالى البهاء والنور؟، قال: كان لي مال عظيم وكنت لا أزكيه ومت ووالدتي ساخطة عليَّ فإذا أصبحت سالمًا فائت والدتي فأقرها مني السلام وأعلمها بما رأيت من سوء حالي لعلها ترحمني، قال: فبكت بكاء شديدًا، ثم قالت: ذلك واللّه ولدي، ومن نزل عن كبدي، واحسرتاه علي ما فرطت فيك يا حبيب قلبي، ثم قالت: يا جارية ائتني بكيس مختوم، فجاءت بكيس مختوم، فقالت: خذه وانطلق إلى السوق واشتر بها فيه الثياب والخبز والماء، فاكس العاري، واشبع الجائع وارو الظمآن، ثم قالت: اللهم إن هذه صدقة عن ولدي اللهم فارض عنه، قال لها زوجها: أحسنت وأصبت ووصلت رحمك الله ما كنا بالذي نترك إلى أن تسبقينا إلى الخير، يا غلام ائتيني بكيس مختوم، فأتاه بكيس، فقال: خذها وأضفه إلى الآخر، اللهم إن هذه صدقة عن ابن العجوز اللهم فارض عنه وعن والديه، وما ولدا وعن جميع المسلمين، قال صالح: فأخذت كيسًا بيدي اليمنى وكيسًا بيدي اليسرى فانطلقت فأشبعت الجائع، وكسوت العاري، وأرويت الظمآن حتى أنفذتها، فهممت أن أقوم فسقط مني رغيف، قال: فقلت: واللّه لا أبرح حتى أنفذه، فإن قليل الأمانة وكثيرها عند الله سواء، قال: فبينما أنا كذلك إذ خرج من بعض دروب البصرة شيخ كبير، منحني ما يرفع رأسه من الكبر، يحرك شفتيه بالتسبيح والتحميد، قال: فلما دنا مني وأنا أنظر إليه وهو لا ينظر إليَّ وهو يقول: يا سيدي ومولاي قد خدمتك منذ ثلاثة أيام، قال: فلما دنا قلت: يا شيخ، قال لي: سعديك، قال: قلت: ما أرى عن يمينك أحدًا ولا عن شمالك أحدًا ولا أمامك أحدًا ولا خلفك أحدًا، فلمن تناجي؟، قال: يا أخي أناجي سيد السادات، ومالك الملوك، ومولى الموالي، قد عودني في كل ثلاثة أيام قرصًا أفطر عليه، وهذا حاجتي إليه، قال: قلت: إن الله -عز وجل - قد أجاب دعوتك يا شيخ، قال: فأخذت الرغيف فدفعته إليه، فقال: رضي الله عنك وعن من تصدق به وعن جميع المسلمين، قال صالح: ومضيت في الليلة الرابعة لأحرس قبر ابنة القاضي، فلما قرأت جزئي