الأمور، وهذا اعتراف بما يقول, وكل أمر لا يمكن نفيه إلا بإثباته فإثباته واجب لا محالة.
فإن قالوا: فأنتم تعلمون صحة النظر ضرورة أم بديل؟ فإن كل بضرورة وجب أن يعلمه كل من نفى صحته، وذلك باطل. وإن كان بنظر فبماذا علمتم صحة النظر الثاني ⦗٢٠⦘
يقال لهم, إنها يعلم صحة النظر بوجهين:
أحدهما: حدوث العلم لنا بحال المنظور فيه عند صحيح النظر, وذلك أمر يبين لسائلنا عند مساءلتنا عن دليل عين كل مسألة لنريه كيف يجب حصول العلم بها فكل نظر حصل عنده علم علم أنه صحيح وطريق إليه وكل ما ليست هذه سبيله فليس بصحيح.
والوجه الآخر: أننا نعلم صحة النظر بضرب من النظر داخل في جملة النظر، وهو النظر الذي به علمنا فساد قول من قال لا أعلم شيئا إلا بدرك الحواس أو بالضرورة المبتدأة في النفس أو بالتقليد, ولا وجه سوى ذلك إلا النظر، وهذا ليس بنقص لما أصلناه, ومثله نقض لمذهبهم إذا استدلوا على فساد النظر بضرب من النظر.