واعلموا- رحمكم الله- أنه لا خلاف بين سلف الأمة وفقهائها والدهماء من خلفها في أن الكافر مخاطب مأمور بمعرفة الله جل وعز وتصديق رسله عليهم السلام والإيمان بهم.
وقد قال قوم بعد هذا الإجماع أن العلم بالله تعالى وصدق رسله ⦗٢١٦⦘ يقع اضطرارا وابتداء في النفس. فالمكلف لذلك غير مأمور به.
وزعم آخرون من أهل الأهواء أن العلم بذلك اكتساب, ولكنه غير مأمور به لشبه ليس هذا موضع ذكرها.
وزعم الجاحظ أن العلم بذلك يقع اضطرارا في طباع نامية بعد النظر والاستدلال. وان من لم يقع له العلم بالتوحيد والنبوة بعد نظره فإنه معذور غير كافر ولا ملوم, وليس بذي طبع نام.