يعلم لجهله بصفة كونه دليلا, وكذلك لو شاهد ما يظهر على يده من إحياء الميت وفلق البحر, ولم يعلم أنه من أفعال الله تعالى مقصودا به إلى تصديقه لم يعلم كونه دلالة على نبوته في أمثال ذلك. هذه جملة ما يدخل به الخطأ والتخليط على الناظر.
فصل
فيما يجب كون الناظر عليه من الصفات
حتى يصل بنظره إلى العلم
اعلموا أن قدر ما يلزمه من الصفات أن يكون كامل العقل مفارقا للمنتقصين حتى يصح منه النظر, وليس من كمال عقله علمه بوجوب واجب في العقل أو حسن حسن وقبح قبيح فيه, مما يدعي القدرية والمجوس والبراهمة أنه معلوم وجوبه وحسنه وقبحه بضرورات العقول, لما سنبينه وندل عليه من بعد.
وأن يكون مع كمال عقله عالما بحصول الدليل, وحصوله على الوجه والوصف الذي بحصوله عليه تعلق بمدلوله غير جاهل بذلك ولا متوهم له, هذا قدر ما يجب كونه عليه من الصفات.