جرت له مع الشيخ أبي الحسن الأشعري ألزمه فيها الحجة. نشر علم أبي الحسن الأشعري في البصرة. كان من عادته أن يحتجب في درسه عن تلاميذه، وكذلك عن جاريته التي تخدمه، وعن كل الناس، فيرخي الستار بينه وبينهم. وسئل عن سبب ذلك فقال:"إنكم ترون السوقة، وهم أهل الغفلة فتروني بالعين التي ترون أولئك بها". وقال القاضي الباقلاني: كنت أنا وأبو إسحاق الاسفرائيني وابن فورك معًا في درس الشيخ الباهلي، وكان يدرس لنا في كل جمعة مرة واحدة، وكان منا في حجاب يرخي الستر بيننا وبينه. توفي الباهلي سنة ٣٧٠ هـ.
٣ - أبو بكر الأبهري: محمد بن عبد الله شيخ المالكية في عصره. أخذ عنه خلق كثير منهم الباقلاني، الذي صحبه وأطال صحبته. أخرج في آخر حياته ثلاثة آلاف مثقاف فوزعها على تلاميذه. أعطى الباقلاني منه مائة مثقال. ذكر ابن النديم في الفهرست أن مولده بأبهر بأرض الجبل سنة ٢٨٧ هـ. وتوفي يوم السبت الخامس من شوال سنة ٣٧٥ هـ. له شرح كتاب ابن عبد الحكم الصغير، وكذلك الكبير. وله كتاب الرد على المزني، وكتاب فضل المدينة على مكة، وكتاب في أصول الفقه.
٤ - أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي. ولد سنة ٢٧٤ هـ، وتوفي سنة ٣٦٨ هـ. كان يسكن قطيعة الدقيق في بغداد. وهو راوي مسند الإمام أحمد، رواه عنه الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهما. أخذ عنه الباقلاني الحديث، كما ذكر الخطيب البغدادي في تاريخه.