الباقلاني: هما اثنتان قيل فيهما ما قيل، زوج نبينا ومريم ابنة عمران. فأما زوج نبينا فلم تلد، وأما مريم فجاءت بولد تحمله على كتفها. وقد برأهما الله مما رميتا به فانقطع الملك، ولم يجر جوابا.
ومما يدل على قولة حجته وذكائه - أيضًا - ما ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك وابن عساكر في تبيين كذب المفتري أن الباقلاني حضر مجلسًا ضمه مع البطاركة في حضرة ملك الروم، وبولغ في الاستعداد لذلك المجلس، وحضر البطريك متأخرًا في حاشيته، واستقبله الملك بالتعظيم، فسلم عليه القاضي، ولكن أراد كسر هذا الاحتفاء والأبهة، فقال للبطريك: كيف الأهل والولد؟ فعظم هذا السؤال على الحاضرين. فقال الملك - وقد عجب من قول الباقلاني - ذكر من أرسلك في رسالته أنك لسان الأمة، ومتقدم على علماء الملة. أما علمت أننا ننزه هؤلاء عن الأهل والولد؟ - فقال القاضي: رأيناكم لا تنزهون الله - سبحانه - عن الأهل والأولاد، فهل المطارنة عندكم أقدس وأجل وأعلى من الله - سبحانه وتعالى - فسقط في أيديهم، ولم يردوا جوابًا. ثم قال الملك للبطريك: ما ترى في أمر هذا الشيطان؟ قال: تقضي حاجتهن وتلاطف صاحبه، وتبعث بالهدايا إليه، وتخرج هذا العراقي من بلدك من يومك هذا إن قدرت، وإلا لم آمن الفتنة به على النصرانية، ففعل الملك ذلك، وأحسن جواب عضد الدولة وهداياه، وعجل تسريحه، وبعث معه عدة من أسارى المسلمين الذين كانوا لدى ملك الروم.