التأليف في مباحث في أصول الفقه، كما فعل عيسى بن أبان وابن سريج وأبو الحسن الكرخي. وأول من ألف كتابًا جمع فيه مباحث أصول الفقه - فيما أعلم - هو الجصاص أبو بكر أحمد بن على الرازي الحنفي في كتابه المسمى بالفصول. الذي ألفه مقدمة لكتابه أحكام القرآن. ويعتبر كتاب القاضي الباقلاني هذا هو الثاني الذي لم فيه شمل مباحث أصول الفقه. ولكنه كان أكمل وأشمل من كتاب الجصاص. وقد عاصره في التأليف قرينه قاضي قضاة المعتزلة عبد الجبار بن أحمد الهمذاني الذي توفي بعد الباقلاني سنة ٤١٥ هـ، فكاد العلم أن يكتمل على يد قاضي قضاة المعتزلة. وقاضي الأشاعرة القاضي الباقلاني.
ولأجل ما تقدم، لا نجد ذكرًا لكتب المتقدمين، ولا لأسماء العلماء في كتابه هذا إلا نادرًا. فقد ذكر من الكتب كتاب "أحكام القرآن" للشافعي فيما انتهيت من تحقيقه، ولم أجد أنه أشار إلى غيره. وأما بالنسبة لمن سبقه من العلماء فقد أكثر من الإشادة لرأي القدرية، حتى لا تكاد مسألة تخلو منه، وقد ذكر بعض علمائهم بالاسم، منهم أبو الحسن الكرخي والثلجي وابن الجبائي. كما ذكر بعض الحنفية منهم عيسى بن أبان. كما ذكر من الطوائف الأخرى أبا شمر المرجئ.
وقد كان - رحمه الله - يكثر من الإحالة على كتبه تارة بذكر اسمها مثل: إعجاز القرآن والكبير والأوسط في أصول الفقه، والفرق بين معجزات الرسل وكرامات الأولياء. وإكفار المأولين، وغيرها.
أما إحصاء أسماء الواردين في الكتاب من العلماء الذين نسبت لهم أقوال أصولية على وجه الدقة لا يكون إلا بعد الانتهاء من الكتاب كاملًا، وكذلك بالنسبة للكتب التي استفاد منها مباشرة.