والحمير والعيس ليست من الإنس في شيء, وقد قيل إن الشاعر أراد بقوله ليس بها أنيس مأنوس بالبصر إلا اليعافير وإلا العيس وليس الغرض الكلام في تحقيق ما أراده وجعل أنيس موضع مأنوس بالبصر يحتاج إلى دليل وإطلاق الاسم لا يقتضي مأنوسًا.
وقال آخر:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
وليس ذلك من العيب في شيء
فصل: وقد اختلفت عبارات الناس عن هذا الاستثناء.
فقال قوم: ليس باستثناء على الحقيقة, وإنما يوصف بذلك مجازًا.
وهذا مما لا حجة لهم عليه لتوقيف أهل اللغة لنا على أنه استثناء ومسمى بذلك, فدعوى المجاز تحتاج إلى دليل.
ومنهم من قال: لا اسميه استثناء في حقيقة ولا مجاز, وهذا خلاف على نص أهل اللغة.