للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأحضكم (١) على ما يدنيكم منه، ويزلفكم لديه، فإنَّ تقوى الله أفضل زاد، وأحسن عاقبة في معاد. ولا تلهينّكم الحياة الدنيا بزينتها وخدعها، وفواتن لذّاتها، وشهوات آمالها، فإنها متاعٌ قليل، ومدة إلى حين، وكلُّ شيء منها يزول.

فكم عاينتم من أعاجيبها، وكم نصبت لكم من حبائلها، وأهلكت ممن جنح إليها واعتمد عليها، أذاقتهم حلوا، ومزجت لهم سمّا. أين الملوك الذين بنو المدائن، وشيدوا المصانع، وأوثقوا الأبواب، وكاثفوا الحجاب، وأعدوا الجياد؛ وملكوا البلاد، واستخدموا التلاد، قبضتهم بمخلبها (٢)، وطحنتهم بكلكلها، وعضتهم بأنيابها وعاضتهم من السعة ضيقا، ومن العز ذلَّا (٣)، ومن الحياة فناءٍ، فسكنوا اللُّحود، وأكلهم الدود، وأصبحوا لا تعاينُ (٤) إلا مساكنهم، ولا تجد إلا معالمهم، ولا تحسُّ منهم من أحد ولا تسمع لهم نبسا. فتزوّدوا عافاكم اللّه فإن أفضل الزاد التقوى، واتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون. جعلنا الله وإياكم ممن ينتفع بمواعظه، ويعمل لحظّه وسعادته، وممّن يستمع (٥) القول فيتّبع أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب. إن أحسن قصص المؤمنين، وأبلغ مواعظ المتقين كتاب الله، الزكية آياته، الواضحة بيناته، فإذا تلي عليكم فاستمعوا له (٦) وأنصتوا لعلكم تهتدون (٧).

أعوذ بالله القوى، من الشيطان الغوي، إن الله هو السميع العليم. بسم الله الفتاح المنان (٨). قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (٩)، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ.


(١) في المسالك والمطبوعات: «وأحضكم».
(٢) في جميع المطبوعات: «بمحملها»، تحريف.
(٣) في المسالك: «ومن العزة».
(٤) في المسالك والمطبوعات: «لا ترى»، تحريف.
(٥) في المسالك: «يسمع».
(٦) في المسالك: «فاسمعوا له»، وفي المطبوعات: «فأنصتوا له واسمعوا».
(٧) في المطبوعات: «لعلكم تفلحون».
(٨) بسم اللّه الفتاح المنان، ساقطة من المسالك ومن جميع المطبوعات.
(٩) ما بعده إلى تمام السورة ساقط من المسالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>