للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام أبو الحسن أحمد بن فارس النحوي اللغوي:

بلغنا أن رجلا من حملة الحجة، ذا رأى سديد، وهمة بعيدة، وضرس قاطع (١)، قد أعد للأمور أقرانها (٢)، بلسان فصيح، ونهج مليح، وكان إذا رأى ذا مودة قد حال عما عهده، أنشده:

ليس الخليلُ على ما كنتَ تَعهدُه … قد بَدَّل الله ذاكَ الخِلَّ ألوانا

وإذا رأى محدَّثَه [عابساً] أنشد:

يا عابساً كلَّما طالعتُ مجلسَه … كأنّ عَبستُه من ذَرق حَمَّاءِ (٣)

وإذا رأى واحداً يحسن (٤) عند الإحسان عليه، ويسيء القولَ إذا شُغل عن الإحسان إليه أنشد:

هو كالكلب إذا ما أشبعتَه … طاب نفساً وإذا ما جاع هَرّْ

وإذا رأى رجلاً راضياً بقليلٍ يصونُ وجهه عن السؤال أنشد:

وإنَّ قليلاً يستر الوجه أن يُرَى … إلى الناس مبذولاً لغَيْرُ قليلِ

وإذا حُجِب عن باب دار قد أحسن إليه صاحبُهَا أنشد:

إني رأيت بباب دارك جفوة … فيها لحسن فعالكم تكدير (٥)


(١) ذو ضرس قاطع، أي ماض في الأمور نافذ العزيمة.
(٢) الأقران: جمع قرن، بالتحريك، وهو الحبل يجمع به البعيران، أو جمع قرن بالكسر، وأصله كفء الإنسان في الشجاعة، أو الكفء مطلقا.
(٣) الذرق: النجو. والحماء: الاست. وفي الأصل: «ذوق حما».
(٤) في الأصل: «يحسن به».
(٥) لجحظة البرمكي كما في ديوان المعاني ١: ١٦٣ برواية: «لكن رأيت». وقبله:
اللّه يعلم أنني لك شاكر … والحر للفعل الجميل شكور

<<  <  ج: ص:  >  >>