للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نظر إلى ماله في الديوان من الهدايا، فأضعفت له قيمة الهدية ليستعين بها على نائبته، كما أن له الحق في تذكير الديوان بذلك، إذا أغفل أمره (١).

وكانوا يزعمون أن من ذاق في صبيحة هذا اليوم قبل الكلام السكر، وتدهّن بالزيت، دفع عنه البلاء في عامة سنته. ويتفاءلون بما وقع لهم في هذا اليوم (٢)

النيروز في الإسلام:

يقال إن أول من رسم هدايا النيروز والمهرجان في الإسلام الحجاج بن يوسف الثقفي، ثم أبطل ذلك عمر بن عبد العزيز، إلى أن فتح الهدية فيه أحمد بن يوسف الكاتب، فإنه أهدى فيه للمأمون سقط ذهب فيه قطعة عود هندى في طوله وعرضه، وكتب معه: «هذا يوم جرت فيه العادة بإتحاف العبيد السادة.

وقد قلت:

على العبد حق وهو لا شك فاعله … وإن عظم المولى وجلت فواضله

ألم ترنا نهدى إلى اللّه ما له … وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله

فلو كان يهدى للجليل بقدره … لقصّر عنه البحر يوما وساحله

ولكننا نهدى إلى من نجلّه … وإن لم يكن في وسعنا ما يشاكله (٣)»

وممن عرف بإحياء مراسم النيروز «عبد اللّه بن طاهر» الوالي في زمان المأمون.

وفي كتاب التاج (٤): «وكان أردشير بن بابك، وبهرام جور، وأنوشروان، يأمرون بإخراج ما في خزائنهم في المهرجان والنيروز من الكسي، فتفرق كلها على بطانة الملك وخاصته، ثم على بطانة البطانة، ثم على سائر الناس على مراتبهم، وكانوا يقولون: إن الملك يستغنى عن كسوة الصيف في الشتاء، وعن كسوة الشتاء في الصيف، وليس من أخلاق الملوك أن تخبأ كسوتها في خزائنها فتساوى العامة في فعلها. فكان يلبس في يوم المهرجان الجديد من الخز والوشى الملحم، ثم تفرق


(١) كتاب التاج ١٤٨ - ١٤٩.
(٢) عجائب المخلوقات ٧٧.
(٣) صبح الأعشى ٢: ٤٢٠.
(٤) كتاب التاج ١٤٩ - ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>