هذه هي المجموعة الرابعة من (نوادر المخطوطات)، وهي تضفي بيانا تاريخيا على ناحية من نواحي الحياة الاجتماعية التي عاشتها أجيال شتى على جنبات هذه الدنيا. وهي وثيقة تاريخية للباحثين في حضارة أسلافنا العرب وأسلافنا المصريين، نعرضها مبسوطة في هذين الكتابين النادرين وقد اقتضانا موضوعهما أن نمهد لهما بكلمة في تاريخ الرق في العصور القديمة، ثم في العصور الحديثة.
كلمة في الرق والرقيق
الرقيق كلمة مأخوذة من الرق، وهو الملك والعبودية، يقال رقّ العبد وأرقّه واسترقّه: فهو مرقوق ومرقّ، ورقيق، ومرجع معناه إلى القدر المعنوي المشترك في هذه المادة، وهي الضعف والخفة. كما أن العبد مأخوذ من العبودية، وهي الخضوع والطاعة. و «الرقيق» من الألفاظ التي تقال للواحد وللجميع، فالعبد رقيق، والعبيد رقيق أيضا.
[الرق عند قدماء المصريين]
لم يكن نظام الرق مما ابتدع الإسلام، وإنما كان نظاما يسود الأمم القديمة، عرفه المصريون واستخدموا الرقيق، ولا سيما في قصور ملوكهم وبيوت كهانهم ورجال الحرب. وكانت الأمة ترفع أحيانا عندهم إلى مقام الزوجة، وكان من شريعتهم أن من قتل الرقيق يقتل فيه (١).
(١) انظر الرق في الإسلام لأحمد شفيق باشا بترجمة أحمد زكى باشا ص ٩.