للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضربة أطن منها فخذه، ثم ولي العماني وأقبل الناس إليه، فنادى قبيصة: إنه لا بأس علي، أدركوا الرجل. فلما سمع العماني قوله: «لا بأس علي» رجع على الناس فصاح بهم: أفرجوا. ففرجوا له وضربه حتى قتله، ومضى العماني فطلب فلم يوجد.

فذكروا أنه خرج بعد ذلك مع شبيب بن يزيد الشيباني، وكان بشر أخذ بالعماني يومئذ البريء والسقيم. فلما دخل شبيب الكوفة والحجاج أمير العراق جعل العمانىّ يصيح: يا أهل الكوفة، يا فسقة، تأخذون البريء بالسقيم، أنا قاتل قبيصة بن القين!

ومنهم:

بجير بن الورقاء السعدي (١)

وكان عبد الملك استعمل أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص على خراسان حيث اجتمع الناس عليه. فولى أمية بجيرا شرطه (٢)، وولى بكير ابن وشاح (٣) السعدي أيضاً ساقته، فغدر بكير بن وشاح (٣) بأمية بن عبد اللّه وقد عبر أميّة نهر بلخ يريد سمرقند، فعمد بكير فحرق المعابر ورجع إلى مرو فغلب عليها وجعل يجبيها، فرجع أمية فلم يجد ما يعبر عليه، فمضى إلى الترمذ (٤) ليعبر من هناك، وحاصر بكيراً، ثم أعطاه الأمان، ففتح له مدينة مرو.


(١) في النسختين: «الوفاء»، تحريف. وفي الطبري ٧: ١٩٦، ٢٧٦/ ٨: ٥: «بحير ابن ورقاء الصريمى»، وكذلك في تاريخ الإسلام للذهبي ٣: ١١٢. وكان مقتله سنة ٨١.
وانظر جمهرة ابن حزم ٢١٨.
(٢) جعلها الشنقيطي «شرطته».
(٣) وكذا عند الطبري ٧: ١٩٦، ٢٧٥/ ٨: ٥ وجعلها الشنقيطي «وساج» بتشديد السين، وآخره جيم، مطابقا بذلك ما في القاموس (وسج) وتاريخ الإسلام للذهبي.
(٤) هي ترمذ، المدينة المشهورة على نهر جيحون، وفيها يقول نهار بن توسعة:
فارحل هديت ولا تجعل غنيمتنا … ثلجا تصفقه بالترمذ الريح

<<  <  ج: ص:  >  >>