للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم مر بآخرين فعزموا عليه أيضاً، ففعل ذلك مراراً حتى مر بقوم أيضاً فعزموا عليه فقال: هلموا. فلما شرب واستقر في جوفه اللبن قال: يا هؤلاء، أنا والله ميت فانظروا هؤلاء القوم من هم. فنظروا فإذا القوم قد قوضوا أبنيتهم وذهبوا، فقال: ميلوا بي إلى ابن عمي محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وما أظنّنى مدركه. فأغذّوا به السّير حتى أنوا كداداً من الشراة (١) وبها محمد بن علي بالحميمة، فنزل عنده ومات بها.

ومنهم:

عمر بن عبد العزيز بن مروان رضي الله تعالى عنه

وكان أراد أن يجعل الخلافة في بني هاشم، فكتب إلى الآفاق ليأتيه فقهاؤهم فيشاوروه، وجعل يرد المظالم وينصف من بني أمية، حتى أسرع ذلك في ضياعهم.

وكان بنو مروان يعظمون أم البنين بنت الحكم بن أبي العاص ذكر محمد ابن الحسين قال: أخبرنا نوفل بن الفرات (٢) قال: كانت أم البنين إذا دخلت على خلفاء بني أمية نزلت على أبواب مجالسهم، فلما ولي عمر بن عبد العزيز دخلت عليه فتلقاها وأنزلها، فلما جلست جعل يكلمها ويقول: يا عمّة، أما رأيت الحرس بالباب - مازحاً - أي إنه لا حرس لي. فلما رأى أنها لا تكلمه قال:

يا عمة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض والناس على نهر مورود، فولي بعده رجل قبض ولم يستقض (٣) منه شيئاً، ثم ولّى رجل آخر قبض ولم


(١) الشراة: صقع قريب من دمشق، وبقرية منها يقال لها الحميمة كان سكن ولد على ابن عبد اللّه بن عباس أيام بنى مروان. عن تاج العروس. ونحوه في معجم البلدان. في النسختين: «السراة»، تحريف. وانظر التنبيه والإشراف ١٩٢.
(٢) تكرر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي، باسم نوفل بن أبي الفرات الحلبي.
(٣) في سيرة عمر ١١٦: «فلم يستنقص».

<<  <  ج: ص:  >  >>