للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كانت أمة مكانك لأجزأت ناحيتها. إنما عملت ما عملت في دولتنا، ألست الكاتب إلىَّ تبدأ بنفسك، والكاتب إلىّ تخطب أمينة بنت علي بن عبد الله بن العباس، وتزعم أنك ابن سليط بن عبد الله بن العباس؟ لقد ارتقيت لا أمَّ لك مرتقى صعباً - وهو يفرك بيديه (١) - فلما رأى أبو مسلم عينيه قال: يا أمير المؤمنين، لا تدخل على نفسك؛ فإن قدرى أصغر من أن يبلغ هذا منك.

ثم صفق بيديه، فيضربه عثمان ضربة خفيفة، فأخذ برجل أبي جعفر وقال:

أنشدك الله يا أمير المؤمنين! فدفعه برجله وضربه شبيب بن واجٍ ضربةً على حبل العاتق، فأسرعت فيه، فصاح: وا نفساه! ألا قوة، ألا مغيث؟! وخرج القوم فاعتوروه بأسيافهم، ولحق بأمّه الهاوية.

ومنهم:

معن بن زائدة الشَّيباني

وكان أبو جعفر ولاه اليمن، فلما صار إلى الكوفة بعث إلى محمد بن سهل، راوية شعر الكميت بن زيد، فأتاه فقال: أنشدني قصيدة الكميت التي يدعو فيها ربيعة إلى قطع حلفها مع اليمن. وهي:

• ألم تلممِ على الطَّلل المحيلِ …

فأنشده إياها حتى أتى عليها، وأمر بعمامةٍ فلويت ومدت بين رجلين، ثم قام معنٌ فضربها بالسيف فقطعها، وقال: أشهدوا أني قد قطعت حلف اليمن وربيعة كما قطعت هذه العمامة.


(١) الطبري ٩: ١٦٧: «فأخذ أبو مسلم بيده يعركها ويقبلها ويعتذر إليه».

<<  <  ج: ص:  >  >>