للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم:

[جساس بن مرة]

ابن ذهل بن شيبان، وهو قاتل كليب بن ربيعة. وكانت أخته تحت كليب، فقتل عنها وهي حامل، فرجعت إلى أهلها، ووقعت الحرب - حرب البسوس - فكان منها ما كان من القتل، ثم صاروا إلى الموادعة، بعد ما كادت تتفانى القبيلتان، فولدت أخت جساس غلاماً فسمته الهجرس، فرباه جساس فلم يعرف أباً غيره، وزوجه ابنته، فوقع بين الهجرس وبين رجل من بكر بن وائل كلام، فقال له البكري: ما أنت بمنته حتى نلحقك بأبيك.

فانصرف الهجرس حتى دخل على امرأته بنت جساس مهموماً، فسألته عما به، فخبرها الخبر. فلما أوى إلى فراشه ووضع انفه بين ثدييها وتنفس الصعداء تنفسة تنفط منها ما بين ثدييها، فقامت الجارية فزعة قد أقلتها رعدة حتى دخلت على أبيها فحدثته الحديث، وقصت عليه قصة الهجرس، فقال جساس: ثائر ورب الكعبة! وبات على مثل الرضف (١) حتى أصبح، فأرسل إلى الهجرس، فأتاه، فقال له: إنما أنت ولدي وختني، وبالمكان الذي قد علمت، وقد زوجتك ابنتي وأنت معي، وقد كانت الحرب في أبيك زماناً طويلا حتى كدنا نتفانى، وقد اصطلحنا وتحاجزنا، وقد رأيت أن تدخل فيما دخل فيه الناس من الصلح، وأن تنطلق معي حتى آخذ عليك مثل ما [أخذ (٢)] علينا وعلى قومك.

فقال الهجرس: أنا فاعل، ولكن مثلي لا يأتي قومه إلا بلامته وفرسه! فحمله جساس على فرس، وأعطاه لأمة ورمحاً، فخرجا حتى أتيا جماعة من قومهما،


(١) الرضف: الحجارة المحماة بالشمس أو النار.
(٢) التكملة من ابن الأثير ١: ٣٢٢ والأغانى ٤: ١٥٠ حيث نقل الخبر عن ابن حبيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>