الأول في الشعوبية الأسبانية - والثاني في تحليل رسالة ابن غرسية - والثالث في الكلام على صدى هذه الرسالة.
الشعوبية الإسبانية:
اتصل بالعناصر العربية والبربرية في أسبانيا عنصران آخران هما:
١ - المولدون، وهم نصارى أسبانيا الذين اعتنقوا الإسلام.
ب - الصقالبة، ويراد بهم السلافيون بوجه خاص، وأسارى الحزب والأرقاء من مختلف الشعوب الشمالية بمعنى عام.
ومن المولدين من اندمج في الكيان العربي اندماجا جعل بعضهم يبتدعون أنسابا عربية، ومن هؤلاء أسرة بنى مغيث الرومي الأصل.
وكما كان للمولدين فضل كبير في خدمة الثقافة العربية - ومنهم بقي بن مخلد القرطبي، وأبو محمد بن حزم، وعبد الملك بن سراج القرطبي - كان للصقالبة أيضا فضل لا ينكر، ومنهم جؤذر مولى الحكم الثاني، وفاتن مولى المنصور بن أبي عامر الذي اشتبك مع صاعد الأندلسي في جدل علمي فخرج منصورا عليه مظفرا.
وقد كان العرب يتعالون على هؤلاء القوم مما دعا بعضهم أن ألف كتابا سماه «كتاب الاستظهار والمغالبة، على من أنكر فضل الصقالبة» أشاد فيه بذكر مشاهير الصقالبة في شتى فروع الثقافة العربية. ولعل هذا الكتاب أول محاولة للكتابة في دائرة الشعوبية وإن لم تكن في صميمها، لأن مؤلفه دافع عن عنصره ولم يهاجم غيرهم.
أما الميل الحقيقي إلى الشعوبية فقد أخذ طابعه الكامل في محيط المولدين،