يضم هذا الكتاب النفيس طائفة من شعراء العرب الذين عرفوا بنسبهم إلى أمهاتهم، وهو ضرب من التأليف طريف، يعالجه إمام من أئمة الأخبار والأنساب ورواية الشعر، هو محمد بن حبيب بن جعفر. قال ياقوت: من علماء بغداد باللغة والشعر والأخبار والأنساب، ثقة مؤدّب، ولا يعرف أبوه، وحبيب أمه. روى كتب الكلبي وقطرب، وكانت أمه مولاة لمحمد بن العباس الهاشمي.
وقال ابن النديم مرة: أبو جعفر محمد بن حبيب بن أمية بن عمر. ثم روى عن عبد العزيز الهاشمي قال: كان محمد بن حبيب مولى لنا - يعنى لبني العباس بن محمد. وكانت أمه حبيب مولاة لنا. روى عن ابن الأعرابي وأبى عبيدة وأبى اليقظان، وله مصنفات أشهرها نقائض جرير والفرزدق، توفى بسامرا سنة ٢٤٥.
انظر ابن النديم ١٥٥ وبغية الوعاة. ومن نسبه تدرك سر اهتمامه بهذا البحث.
ومن هذا الكتاب نسختان في دار الكتب المصرية: إحداهما برقم ٦ مجاميع ش، رمزت إليها بحرف (ا)، والثانية برقم ٧٥ ش أدب، وهي نسخة (ب).
وقد قمت بنشر هذا الكتاب من قبل في مجلة المقتطف (مايو سنة ١٩٤٥) ونشره من قبلي المستشرق الكبير الأستاذ (ج. ليفى دلّا فيدا) الأستاذ بجامعة بنسلفانيا، في مجلة الجمعية الشرقية الأمريكية بالعدد ٦٢ ص ١٥٦ - ١٧١ سنة ١٩٤٢، ولم أكن قد علمت بأنه سبقني في النشر، وتكرّم، حفظه اللّه، فأرسل إلىّ في ٢٣ أغسطس سنة ١٩٥٠ مستخرجا من نسخته مع خطاب رقيق ينوّه فيه في تواضع العالم بأن نسختي تعدّ ممتازة من كافة النواحي، حتى إنه ليشعر بأن عمله غير متكافئ مع عملي في نسختي التي أخرجتها Votre edition du)
Mannusiba … est excellcnt sous tous les rapports، et rend la
(.mienne a peu pres inutile
وإني لأسجل مجاملته هذه تذكارا لتواضعه، وإجلالا لخلقه العلمي الرصين.