للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما يدل على ذلك ما ذكره في رسالته التي وسمها بدعوة الأطباء. وكان ابن رضوان أطب وأعلم بالعلوم الحكمية وما يتعلق بها».

ويذكر صاحب النجوم الزاهرة (١) أن ابن رضوان «كان فيه سعة خلق عند بحثه».

[خاتمة ابن بطلان]

خرج ابن بطلان من مصر غاضبا على ابن رضوان ورجع إلى أنطاكية مرة أخرى فأقام بها ونزل بعض الديرة فيها وترهب منقطعا إلى العبادة إلى أن توفى بها (٢) ودفن في كنيستها.

فيذكر القفطي المتوفى سنة ٦٥٦ أنه توفى سنة ٤٤٤ وكذلك صنع ابن العبري (٣) المتوفى سنة ٦٥٨ على حين يذكر ابن أبي أصيبعة أنه قد اطلع على مخطوطات شتى لابن بطلان وفيها من التواريخ ما يشهد بأن حياته امتدت إلى سنة ٤٥٥ كما نقل عنه تسجيلات لوفيات أعيان العلماء الذين عاصروه، منهم الشريف المرتضى (٤٣٦) والماوردي (٤٥٠) وأبو الطيب الطبري (٤٥٠) ومهيار الديلمي (٤٢٨) وأبو العلاء المعرى (٤٤٩). وهذا مما يجعلنا نرجح أن وفاته كانت بعد التاريخ الذي ذكره القفطي بنحو عشر سنوات على الأقل.

[آثاره العلمية]

يذكر المؤرخون له من الكتب غير كتابنا هذا:

١ - كناش الأديرة والرهبان، ذكر فيه الأمراض العارضة لرهبان


(١) ابن تغرى بردى ٥: ٦٩.
(٢) هذه رواية القفطي. ويذكر ابن أبي أصيبعة أنه سافر من مصر إلى القسطنطينية وأقام بها سنة. ويبدو أن رحلته إلى القسطنطينية كانت بعد ذلك، أي في أثناء إقامته بأنطاكية إذ يسجل ابن أبي أصيبعة أنه ألف كتابا في القسطنطينية سنة ٤٥٠.
(٣) تاريخ مختصر الدول ٣٥٦ طبع ١٩٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>