للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقدّمة

وهذه رسالة طريفة أخرى تنتسب إلى النيروز، هي الرسالة «النيروزية» أو «النوروزية» للرئيس ابن سينا، يغوص فيها الشيخ الرئيس على المعاني الكامنة في فواتح عدة من سور القرآن الكريم، وهي الفواتح المركبة من حروف هجائية مثل «ألم» و «ألر» و «حم». وقد ساق ذلك كلّه في أسلوب فلسفي مبنى على مبادئ رياضية منطقية.

وقد ألف ابن سينا هذه الرسالة، ورسمها باسم السيد الأمير «أبي بكر محمد بن عبد اللّه» (١)، لتكون هدية في يوم النيروز.

وابن سينا ليس في حاجة إلى أن نسهب في ترجمته، وهو أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا، ويعرف عند الإفرنج باسم: Avicenne

ولد بقرية من ضياع بخارى يقال لها «خرميثنا». وكان أبوه من العمال الكفاة. وقد انتقل الرئيس إلى «بخارى» وغيرها من البلاد، وأتقن القرآن والأدب وشيئا من أصول الدين والحساب والجبر والمقابلة وهو ابن عشر سنين. ثم قرأ كتب الحكمة والمنطق والطب، الذي تصدى لتدريسه وهو ابن ست عشرة سنة.

وذكر عند الأمير نوح بن نصر السامانى صاحب خراسان في مرض مرضه، فأحضره وعالجه حتى برئ، فاتصل به وقرب منه، ودخل دار كتبه النادرة فظفر منها بكثير من العلم، ولم يستكمل ثمان عشرة سنة إلا وقد فرغ من تحصيل العلوم.

ثم اتصل بكثير من الولاة والحكام ووزر لبعضهم.

ومن عجب أنه أفرط في علاج نفسه - وهو الطبيب النطاسى - فاشتد عليه الداء، وتوفى بهمذان سنة ٤٢٨ وكان مولده سنة ٣٧٠.


(١) النص على تعيين اسم المهدى إليه لم يرد إلا في نسخة مكتبة حيدر أباد المصورة بمعهد المخطوطات بالجامعة العربية، وكذا في النسخة المطبوعة بالجوائب مع تحريف. ونص على ذلك أيضا صاحب كشف الظنون عند الكلام على «الرسالة النيروزية». وقد ألف له ابن سينا أيضا «الرسالة الأضحوية». انظر ابن أبي أصيبعة ٢: ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>