فاعلم أن الطالب لهذا الفن والراغب إليه لا بد له من شيخ يريه دقائق الفنّ ويحقّق له حقائقه، ويكشف له رموزه ويفتح له لغوزه ويقرب له رقائقه؛ فقد ورد في بعض الآثار، عن بعض الأخيار:«لولا المربي، ما عرفت ربي».
فإذا يسر الله له الأستاذ فله معه شروط، منها حفظ مقامه في الغيبة والحضور على قدر الإمكان، فلا يرفع صوته على صوته، ولا يقول له من شيء قال: لم هذا؟
فإن أشكل عليه شيء سأل بيانه بالأدب. ومنها عدم محادثة أحد بجانبه في حضرته إلّا في أمر ضرورىّ. ومنها أن لا يضحك في حضرة أستاذه إلا تبسماً لمقتض. ومنها عدم مسابقة قوله، بل يسكت إلى أن ينتهي فيما يقوله. ومنها أن يجلس في حضرته كهيئة التشهد يسارق وجه أستاذه النظر. ومنها عدم مخاصمته لأحد من أتباع أستاذه ومن ينتسب إليه. ومنها حفظ متعلّقاته عن الجرأة عليها، فلا يلبس ثوبه ولا نعله، ولا يركب دابته، ولا يجلس على سجادته، ولا يشرب من الإناء الذي أعد له إلا أن يأذن له في شيء من ذلك. ومنها أن يداوم على الإدمان والاجتهاد فيما يقول له ويأمره به الأستاذ. فهذه آداب التلميذ مع الأستاذ، من ابتلى باختلال شيء منها تساهلاً أو غفلة لا يفلح أبداً.
الثاني: نصيحة لسائر الخطاطين
قال الله تعالى في كتابه العزيز: وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ.
وقد ذكر العارفون بهذا الفن أن من أكبر موجبات التكميل للطالب في هذا