للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخليع - وكان البراض رث الهيئة ومعه سيف قد أكل غمده: أنت أضيق استاً من ذلك، ولكني أيها الملك أجيرها من الحيين. يريد قيساً وخندف.

فقال البراض: أنت تجير على أهل تهامة؟ فلم يلتفت النعمان إلى قوله وازدراه ودفعها إلى عروة؛ فخرج بالعير، وخرج البراض في أثره حتى إذا كان ببعض الطريق أدركه البراض، فتقدم أمام عيره وأخرج الأزلام يستقسم بها (١)، فمر به عروة فقال: ما تصنع؟ فقال: أستخير في قتلك. فضحك ولم يره شيئاً. ثم سار عروة حتى انتهى إلى أهله دوين الجريب (٢) على ماء يقال له أوارة، فأنزل اللطيمة وسرحوا الظهر (٣). وقد كان البراض يبتغي منه غرة فلم يقدر عليها حتى صادفه نصف النهار في ذلك اليوم، وهو نائم وحده في قبّة من أدم، فدخل عليه فقتله ومضى.

ومنهم:

كعب بن عبد الله النمري

وكان المنذر ذو القرنين بن ماء السماء (٤) دعا ذات يوم الناس فقال: من يهجو الحارث بن جبلة الغساني؟ فدعا حرملة بن عسلة الشيباني، فيمن دعا


(١) انظر الاستقسام في (كتاب الميسر والأزلام) من تأليفنا ص ٥٢ - ٨٢.
(٢) ا: «دويب الجريب»، وصححه الشنقيطي بما يطابق ما تجده في المحبر لابن حبيب ١٩٦.
(٣) في المحبر: «فلما انتهى عروة إلى أهله ...... أنزل اللطيمة وسرح الظهر».
وانظر خبر فتكة البراض في الأغانى ١٩: ٧٥ والسيرة ١١٨ جوتنجن. وكانت تلك الفتكة في الشهر الحرام.
(٤) هو المنذر بن امرئ القيس، وهو ذو القرنين، وأمه ماء السماء، وهي ماوية بنت عوف بن جشم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة. ملك الحيرة تسعا وأربعين سنة. المحبر لابن حبيب ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>