للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وأم حرملة من غسان - فقال: اهجه. فقال: لا ينطلق لساني بشتمه.

وأنشأ يقول:

ألم ترَ أنِّي بلغت المشيبا … وفي دار قوميَ عفّاً كسوبا

وإن الإله تنصّفته … بأن لا أعقّ وأن لا أحوبا

وأن لا أكافرَ ذا نعمةٍ … وأن لا أخيّبه مستثيبا (١)


(١) بعد هذا سقط في النسختين. وهذه الكلمة في أسفل صفحتها وكتب تحتها «وغار» - صوابها «وغسان» - وهو بدء الصفحة الساقطة. وقد روى صاحب الخزانة القصة كاملة من كتاب ضالة الأديب لأبى محمد الأعرابي، وقال في نهايتها: «وكذا أورد هذه الحكاية محمد بن حبيب في كتاب المقتولين غيلة».
وهذا بقية الخبر من الخزانة ٤: ٢٣٠ - ٢٣١:
وغسّان قومي هم والدي … فهل ينسينّهم أن أغيبا
فأوزع بها بعض من يعتريك … فإنّ لها من معدّ كليبا
وإنّ لخالي مندوحة … وإنّ علىّ بغيب رقيبا
فانبرى شهاب بن العيف، أخو بنى سليمة من عبد القيس، فقال:

• لا همّ إن الحارث بن جبله …
فأسرهما الحارث بن جبلة في هزيمة المنذر فقال: يا حرملة، اختر ما شئت في ملكي.
فسأله جاريتين ضرابتين، فأعطاهما إياه، فنزل في النمر فقعد يشرب هو ورجل من النمر يقال له كعب، فلما أخذ الشراب في النمري قال: يا حرملة، من هذه المرأة الحمراء؟ مرها فلتسقنى! فغضب حرملة، ثم أعادها، فضربه حرملة بالسيف فقتله، وقال في ذلك:
يا كعب إنّك لو قصرت على … حسن النّدام وقلّة الجرم
وسماع مسمعة تعلّلنا … حتى نئوب تناوم العجم
لوجدت فينا ما تحاول من … صافي الشراب ولذة الطعم
مع أبيات خمسة أخرى. وقال لابن العيف: اختر منى ثلاث خلال: إما أن أطرحك على أسدين ضاريين في بئر، وإما أن ألقيك من سور دمشق، وإما أن يقوم الدلامص - سياف كان له - فيضربك بعصاه هذه ضربة. فاختار ضربة الدلامص، فضربه - زعموا - على رأسه فانكسرت فخذه، فاحتمله راهب وداواه حتى برأ وهو يخمع منها. فكان هذا والحارث يومئذ بقنسرين. وكلمة «فخذه» أراها «قمحدوته».
وانظر أيضا المفضلية رقم ٧٢ والمؤتلف والمختلف ١٥٧ - ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>