للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قائمة به الحياة (١). وأرسطو نفسه كان له غلمان وقيان، جاء في وصيته عندما حضرته الوفاة (٢):

« … والعناية بما ينبغي أن يعنوا به من أمر أهل بيتي وأرباس خادمي، وسائر جوارىّ وعبيدي».

وهو يأمر بعتق بعض جواريه يعد موته: « … ولتعتق جاريتي أمار قيس، وإن هي بعد العتق أقامت على الخدمة لا بنتي إلى أن تتزوج فليدفع إليها خمسمائة درخمى (٣) وجاريتها، ويدفع إلى ثاليس الصبية التي ملكناها قريبا غلام من مماليكنا وألف درخمى».

ويرى الاحتفاظ بغلمانه فيقول في وصيته: «ولا يباع أحد من غلماني ولكن يقرّون في الخدمة إلى أن يدركوا مدرك الرجال، فإذا بلغوا فليعتقوا».

[عند الرومان]

أما الرومان فكانوا كذلك يؤيدون نظام الرقيق، بل يعتبره الخطيب الروماني شيشرون: (Cicero) نظاما ضروريا. وكذلك يذهب سينيك: (Senedune) أحد فلاسفة الرومان إلى أن لا غضاضة في الرق، فإن الحرية إنما هي حالة نفسانية من حالات الضمير، فالعبد إذا كان عاقلا يمكنه أن يعيش حرا في الواقع، إذ العبد الحقيقي هو من كان طوع شهواته (٤).


(١) الرق في الإسلام لأحمد شفيق ١٨.
(٢) أخبار العلماء للقفطى ٢٥ - ٢٦.
(٣) هي الكلمة اليونانية التي جعلت في العربية «درهم»، وقد اختلفت قيمة الدرهم الفضي باختلاف الأزمان والبلد، فكان يعادل ما يقرب من أربعين مليما مصريا وأربعين فلسا عراقيا. وكلمة «دراخمة» معناها قبضة لأنها كانت مساوية لقيمة قبضة من النقود الحديدية والنحاسية التي كان يستعملها عامة الشعب. وكانت قيمة الدراخمة الشرائية عالية جدا، حتى إن الرجل الذي يبلغ دخله خمسمائة دراخمة كان يعد من الأغنياء. النقود العربية للأب أنستاس ٢٤، ٨٨. هذا، وقد جرى العرف عند فقهائنا المحدثين أن يقدروا الدرهم بخمسة وعشرين مليما أو فلسا عراقيا.
(٤) انظر القانون الروماني ص ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>