للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا رأى بشاشةً في وجه مُضِيف أنشد:

يُسَرُّ بالضَّيف إذا رآه … سُرور صادٍ وَرَدَ الماءَ

وإذا رأى رجلاً مقِلاً سخيّا أنشد:

وليس الفتى المعطى على اليُسرِ وحدَه … ولكنّه المعطِى على اليسر والعسر

وأبلغ منه قوله:

ليس العطاءُ من الكريم سماحةً … حتى يجودَ وما لديه قليلُ (١)

وإذا شم رائحةً كَرَيهة من جليسه أنشد:

لَقوسُ سليمٍ حين يرُسِل سهمَه … أشدُّ على الآناف من قوس حاجبِ (٢)

وإذا رأى أناساً لا خير فيهم أنشد:

لا تَلُمِ الأبناءَ في فِعلهمُ … لو سادَ آباؤهُمُ سادوا

وإذا عارضه في كلامه أحدٌ أنشد:

ويعترض الكَلَامَ وليس يدري … اسَعدُ اللهِ أكثر أم جذام (٣)


(١) لمقنع الكندي. حماسة أبى تمام ٢: ٣٤٣ والمضنون به على غير أهله ٥٦. وإنشاده فيهما:
ليس العطاء من الفضول سماحة … حتى تجود وما لديك قليل
(٢) قوس حاجب مضرب المثل في العزة، وهو حاجب بن زرارة التميمي، ومن خبر قوسه أنه أتى كسرى في جدب أصاب قومه بدعوة النبي صلى اللّه عليه وسلم، فسأله أن يأذن له ولقومه في دخول الريف من بلاده حتى يحيوا ويمتاروا، فقال لهم كسرى: إنكم معشر العرب قوم غدر، فإذا أذنت لكم أفسدتم بلادي وأغريتم على رعيتي. فقال حاجب: أنا ضامن للملك ألا يفعلوا. قال: فمن لي بأن تفي؟ قال: أرهنك قوسي. فضحك من حوله، فقال كسرى إنه لا يتركها أبدا، وقبلها منه وأذن له في دخول الريف. انظر ثمار القلوب للثعالبي ٥٠١.
(٣) سعد اللّه، هم بنو سعد بن بكر الذين استرضع فيهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وظئره حليمة السعدية منهم، وهم مخصوصون من بين قبائل العرب بالفصاحة وحسن البيان، وفيهم يقول رسول اللّه: «أنا أفصح العرب بيد أنى من قريش، ونشأت في بنى سعد بن بكر، فأنى يأتيني اللحن». وجذام قبيلة أخرى، قال الأصمعي: من أمثال العرب: أسعد اللّه أكثر أم جذام. -

<<  <  ج: ص:  >  >>