للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا هجاه أحدٌ أنشد:

وما كلُّ كلب نابحٍ يستفزُّني … ولا كلما طَنَّ الذباب أُراعُ (١)

وإذا أحَّس بتقصيرٍ في سياسة أُمير لرعيته، نسب الأمر لوزيره، [و] أنشد:

إذا غَفَل الأمير عن الرعايا … فإنَّ العتب أولى بالوزير

لأنّ على الوزير إذا تولى … أمور الناس تذكير الأمير

وإذا ذُكِر له كبرُ سنةَّ أنشد:

إنَّ الحسام وإنْ رثَّتْ مضارِبهُ … إذا ضربتَ به مكروهه فصلا (٢)

وإذا أثنى على محسن أنشد:

فعاجُوا فأثنَوا بالذي أنت أهلهُ … ولو سكتوا أثنَتْ عليك الحقائب (٣)

وإذا رأى من والٍ إساءة عَلَى من وَلَيَ عليه أنشد:

وكنا نستطبُّ إذا مرضنا … فصار سقامنا بيد الطبيب (٤)


(١) البيت فى مجالس ثعلب ٤١٣ ومحاضرات الراغب ١٣٥:١ بدون نسبة أيضا.
(٢) رثت مضاربه: أخلقت وتثلمت. مكروهة، أى ضربة مكروهة شديدة. ويقال للسيف الذى يمضى على الضرائب الشداد لا ينبو عن شيء منها «ذو الكريهة».
(٣) البيت لنصيب، كما فى البيان ٨٣:١ ومجموعة المعانى ٩٦ والوساطة ١٥٠ والكامل ١٠٤ ليبسك. قال المبرد: «وقد فضل نصيب على الفرزدق [فى موقفه عند سليمان بن عبد الملك، وذلك أنهما حضرا فقال سليمان للفرزدق:] [*] أنشدنى - وإنما أراد أن ينشده مدحا له - فأنشده:
وركب كأن الريح تطلب عندهم … لهاترة من جذبها بالعصائب
سروا يخبطون الريح وهى تلفهم … إلى شعب الأكوار ذات الحقائب
إذا آنسوا نارا يقولون ليتها … وقد خصرت أيديهم نار غالب
فأعرض سليمان كالمغضب، فقال نصيب: يا أمير المؤمنين، ألا أنشدك فى رويها ما لعله لا يتضع عنها. فقال: هات. فأنشده:
أقول لركب صادرين لقيتهم … قفا ذات أو شال ومولاك قارب
قفوا خبرونى عن سليمان إننى … لمعروفه من أهل ودان طالب
فعاجوا فأثنوا بالذى أنت أهله … ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
وانظر زهر الآداب ٤١:٢، ٤٣ والعمدة ٤٤:١.
(٤) يستطب: يستوصف الدواء الذى يصلح لدائه.

(تعليق الشاملة): ما بين المعكوفين سقط. أتممناه من المستدرك

<<  <  ج: ص:  >  >>