للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أهدج في مشيى وفي … خطوي فتورٌ وقصر

كأننّي مقيدٌ … وإنما القيدُ الكبر

والعمر مثل الماء، في … آخره يأتي الكدرْ

وأنشدني الأمير السيد شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن شهاب الدين العلوي الحسيني، بالموصل في شوال سنة خمس وستين وخمسمائة، لبعض المغاربة:

ولي عصاً في طريق السَّير أحمدها … بها أقدِّم في تأخيرها قدمي

كأنها وهي في كفِّي أهشُّ بها … على ثمانين عاماً لا على غنمي

كأنني قوسُ رامٍ وهي لي وترٌ … أرمي عليها رماء الشَّيب والهرم

قال المصنف رحمه الله: وحدثني الشريف الإمام شمس الدين أبو المجد علي ابن علي بن الناصر (١) للحق الحسيني الحنفي بالموصل، في شهر رمضان سنة خمس وستين وخمسمائة قال: خرج خواجا بزرك (٢) وفي يده عصا، وهو ينشد هذين البيتين:

بعد الثمانين ليس قوه … لهفى على قوّة الصُّبوَّه (٣)

كأنني والعصا بكفِّي … موسى ولكن بلا نبوّه

قال: وأنشدني أيضاً قال: أنشدني والدي أبو الحسن علي قال: أنشدني والدي أبو طالب يحيى قال: أنشدني والدي الأمير أبو شجاع وقد علت سنه وحمل العصا:

أهدى ليِ الدهرُ رجلاً منه ثالثةً … ما كان أحسنني أمشي بثنتينِ

أمشي بها وهي تمشي بي معاونة … ما كان أحسننى أمشى بلا عون


(١) خ: «الناصر الحق».
(٢) هو نظام الملك الطوسي الحسن بن علي بن إسحاق. انظر ما سبق في صفحة ١٨٦، ١٨٧.
(٣) هذان البيتان نسبا إلى نظام الملك، كما في وفيات الأعيان. وهذه النسبة لا تستقيم، والشعر نفسه يأباها فإن نظام الملك ولد سنة ٤٠٨ وقتل سنة ٤٨٥، أي إنه لم يصل إلى الثمانين.
والصواب نسبتها إلى أبى الحسن محمد بن أبي الصقر الواسطي، كما في الوفيات في ترجمة نظام الملك. وابن أبي الصقر هو محمد بن علي بن الحسن، ولد سنة ٤٠٩ وتوفى سنة ٤٩٨.
ورواية ابن خلكان: «قد ذهبت شرة الصبوة». وكلمة «الصبوة» لم أجد لها سندا في المعاجم، وفيها «الصبو» بدون هاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>