للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن سهل الأنصاري المعروف بابن الخراز، قال: «وكان أبوه أبو جعفر أيضا شاعرا (١)، وهو الذي خاطبه أبو عامر بن غرسية بالرسالة المشهورة».

فهذه المراجع جميعها تنص نصا واحدا، أن الذي كاتبه أبو عامر بن غرسية إنما هو «أبو جعفر بن الخراز».

ولكنا نجد في صدر هذا النص من مجموعة الإسكوريال أن الذي كاتبه أبو عامر إنما هو «أبو عبد اللّه بن الحداد».

ويزيد في هذه الشبهة أننا نجد شاعرا كان يلزم ابن صمادح ويمدحه، وهو «أبو عبد اللّه بن الحداد» واسمه محمد بن أحمد بن عثمان بن إبراهيم القيسي، كما ذكر ابن خلكان (٢).

ويقويها أيضا ما ورد في سير النبلاء للذهبي (٣) في ترجمة ابن صمادح: «ومن وزرائه أبو بكر بن الحداد الأديب».

والقول في ذلك أنهما - كما يبدو - شخصان مختلفان في الاسم والنسب والانتساب، اتصل كل منهما بابن صمادح ومدحاه، ولكن الذي أرسل إليه ابن غرسية الرسالة إنما هو «أبو جعفر أحمد بن محمد بن أحمد بن سهل الأنصاري» المعروف بابن الخراز.

ومما يعزز ذلك أن صاحب المغرب نص عليه في ترجمته لأبى عامر بن غرسية.

وصاحب المغرب يعرف ابن الحداد أيضا ويترجم له في موضع آخر من المغرب (٤)، قال: «أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن الحداد القيسي … وصفه الحجارى وابن بسام


(١) من شعره ما أنشده المقرى في نفح الطيب ٥: ٤٣:
وما زلت أجنى منك والدهر ممحل … ولا ثمر يجنى ولا زرع يحصد
ثمار أياد دانيات قطونها … لأوراقها ظل على ممد
يرى جاريا ماء المكارم تحتها … وأطيار شكري فوقهن تغرد
(٢) وفيات الأعيان ٢: ٣٥ في ترجمة محمد بن معن بن أحمد بن صمادح. وأنشد ابن خلكان وكذا المقرى في نفح الطيب ٤: ٢٤٦/ ٥: ٢٤٠ مدائح لأبى عبد اللّه بن الحداد في المعتصم ابن صمادح.
(٣) القسم الثاني من الجزء ١١ ص ٢٨٤ مصورة دار الكتب.
(٤) المغرب ٥: ٢٣٥ من النسخة ١٠٣ تاريخ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>