ويستغرق هذا الرد من مجموعة الإسكوريال الورقات من ٢٩ - ٤١.
وهذا الرد هو أكبر الردود وأحفلها.
(ثانيها) رد لمجهول، وعنوانه في الأصل «رسالة ثانية في الرد على ابن غرسية».
فمن المحتمل أن يكون رسالة ثانية لأبى يحيى بن مسعدة، أو تكون لأحد الذين قد جرى لهم ذكر في التاريخ أنهم تناولوا الرسالة بالرد، وسأذكرهم فيما بعد.
وإني أرجح الاحتمال الأول ترجيحا، لسببين.
١ - التشابه الشديد بين أسلوبى الرسالتين، ويبدو ذلك واضحا لمن درس الرسالتين ولمس الروح السارية في تضاعيف كل منهما.
٢ - التقارب الشديد بين بعض العبارات، مما ينطق بأن صاحبهما واحد.
ومن أمثلة ذلك:
١ - ما جاء في الرد الأول في الورقة ٣٢ ا: «لقد ذهبتم من العار بحمه ورمه، والفحل السوء يبدأ بأمه» وفي الرد الثاني ٤٢ ا: «ذهبوا والله من العار بثمه ورمه، وفحل السوء يبدأ بأمه».
ب - ٣٣ ا «الذين مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل» وفي الثاني ٤٢ ا «ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل».
ح - ٤٠ ا «وتجعل الخصل كله للعرب، والفضل للنبع على الغرب» وفي الثاني ٤١ ا «فتعلم أن البأس للعرب، وأن النبع ليس من الغرب».
د - ٣٦ ا «وأبرهة ذي المنار، وعمرو ذي الأذعار» هو بنفسه في الثاني ٤١ ا.
هـ - ٣٦ ا «يزدجردكم وشهرياركم» هو بنفسه في الثاني ٤١ ا.
و - ٣٦ ب، ٤١ ا اتفق اقتباس هذا البيت:
ولم أر أمثال الرجال تهافتوا … على المجد حتى عد ألف بواحد
ز - ٣٨ ا، ٤١ ا تطابق اقتباس هذا البيت:
والليث حيث ألب من … أرض فذاك له عرين