للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحسبك (١) أزريت، وبهذا الجيل البجيل ازدريت، وما دريت، أنهم الصهب الشهب، ليسوا بعرب، ذوي أينق جرب، أساورة، أكاسرة، مجد، نجد، بهم (٢)، لا رعاة شويهات ولا بهم (٣)، شغلوا بالماذى والمران، عن رعي البعران، وبجلب العز، عن حلب المعز، جبابرة، قياصرة، ذوو المغافر والدروع، للتنفيس عن روع المروع، حماة السروح، نماة الصروح (٤)، صقورة، غلبت عليهم شقورة (٥)، وشقورة الخرصان، لكنهم خطبة بالخرصان (٦).

ما ضرَّهم أن شهدوا مجادا (٧) … أو كافحوا يومَ الوغى الأندادا

ألاَّ يكون لونهم سوادا

أرومة روميّة، وجرثومة أصفريّة (٨).

فمتهم ذوو الأحساب والمجد والعلى … من الصُّهب لا راعو غضاً وأفانِ (٩)

من القدم، الماس الأدم، لم تعرق فيهم الأقباط، ولا الأنباط، حسب حري، ونسب سري، أمكم لأمنا كانت أمة، إن تنكروا ذلك تلفوا ظلمة، ولا تهابل (١٠)، في التكايل، فما سسنا قط قرودا، ولا حكنا برودا (١١)،


(١) في الأصل: «أأحسبك»، صوابه في الخريدة.
(٢) بضم ففتح، جمع بهمة بالضم، وهو الفارس لا يدرى من أين يؤتى، لشدة بأسه.
(٣) البهم، بالتحريك، وبالفتح أيضا: جمع بهمة، وهي الصغير من أولاد الغنم.
(٤) السروح: جمع سرح، وهو المال يسام في المرعى. والصروح: القصور.
(٥) عنى بالشقورة الشقرة، وهي الحمرة. أي حمرتهم كحمرة الأسنة تعلوها الدماء.
(٦) الخرصان: جمع خرص، وهو سنان الرمح، وهو الرمح أيضا. عنى أنهم يخطبون النساء وينكحونهن بالحروب. ومثله قول الفرزدق في ديوانه ٧٣٧:
وبنت كرام قد نكحنا ولم يكن … لنا خاطب إلا السنان وعامله
(٧) المجاد: مصدر ماجدة، إذا عارضه بالمجد.
(٨) يقال للروم بنو الأصفر.
انظر نهاية الأرب ٢: ٣٢٢. وقد أورد ابن خلكان في ترجمة ياقوت بن عبد اللّه الرومي تعليلا خرافيا لتسمية الروم ببنى الأصفر.
(٩) الأفانى: جمع أفنية، وهو ما يسمى «عنب الذئب».
(١٠) هال الدقيق ونحوه: صبه من غير كيل.
(١١) الحوك: النسج. والبرود: جمع برد، وهو ثوب فيه خطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>