للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

همُ ملكوا شرقَ البلاد وغربها … وهم منحوكم بعد ذلك سؤددا (١)]

ما شئت من تدقيق، وتحقيق، حبسوا أنفسهم على العلوم البدنية والدينية، لا على وصف الناقة الفدنية (٢)، فعلهم ليس بالسفساف، كفعل نائلة وإساف (٣) أصغر بشأنكم، إذ بزق خمر باع الكعبة أبو غبشانكم (٤)، وإذ أبو رغالكم، قاد فيل الحبشة إلى حرم اللّه لاستئصالكم (٥). [غضوا الأبصار، فهذا الذكر إلى الفحش أصار (٦)].

أزيدك أم كفاك وذاك أني … رأيتك في انتحالك كنت أحمقْ

فلا فخر معشر العربان، الغربان، بالقديم، المفري للأديم (٧)، لكن الفخر بابن عمنا، الذي بالبركة عمنا، الإبراهيمي النسب، الإسماعيلي الحسب، الذي انتشلنا (٨) الله تعالى به وإياكم من العماية، والغواية. أما نحن فمن أهل التثليث وعبادة الصلبان، وأنتم من أهل الدين المليث وعبادة الأوثان (٩)، ولا غرو أن


(١) التكملة من الذخيرة.
(٢) الفدنية: المشبهة في علوها بالفدن، وهو القصر المشيد.
(٣) يزعمون أن إساف بن عمرو، ونائلة بنت سهل، فجرا في الكعبة فمسخا حجرين ثم عبدتهما قريش. شروح سقط الزند ١٣١٥.
(٤) يذكرون أن أبا غبشان كان يلي أمر البيت، فاتفق أن اجتمع مع قصى بن كلاب في شرب بالطائف، فخدعه قصى عن مفاتيح الكعبة بأن أسكره، ثم اشترى المفاتيح منه بزق خمر وأشهد عليه، ودفع المفاتيح في يد ابنه عبد الدار بن قصي وطيره إلى مكة، فلما أشرف عليها قال رافعا عقيرته: معاشر قريش هذه مفاتيح أبيكم إسماعيل قد ردها اللّه عليكم! وأفاق أبو غبشان من سكره أشد ندامة من الكسعى. شروح سقط الزند ١٩٨٢.
(٥) كان أبرهة عامل النجاشي على اليمن قد عزم أن يهدم البيت، ومر في طريقه على ثقيف بالطائف، فبعثوا معه أبا رغال يدله على الطريق إلى مكة. السيرة ٣١ - ٣٢.
(٦) التكملة من الذخيرة.
(٧) الذخيرة: «فعلى فرى الأديم».
(٨) في الأصل: انتشانا»، تحريف.
(٩) المليث من الملث، وهو أن يعد الرجل الرجل عدة لا يريد أن يفي بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>