للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعظيمتنا موالى، وحذار حذار أن تقرع سن الندم، ولات حين مندم، قبل أن تجمع ذنوبك، على ذنوبك (١)، وكربك في كربك، فمن أبصر، أقصر، وما حرّف، من صديقه خوّف.

فلا تتبشَّعْ ممضَّ العتا … ب يلقاك يوماً بلقياه لاق (٢)

فإنَّ الدواءَ حميدُ الفعالِ … وإن كان مرّا كريه المذاق

يا معتقل علم الشّعر، والمستقلّ بقلم النظم والنثر.

قد استحييتُ منك فلا تكلني … إلى شيءٍ سوى عذرٍ جميل (٣)

وقد أنفذت ما حقّى عليه … قبيح الهجو أو شتم الرسولِ (٤)

وذاك على انفرادك قوتُ يوم … إذا أنفقتَ إنفاقَ البخيل

وكيف وأنت علويُّ السَّجايا … وليس إلى اقتصادك من سبيل

وقد يقوى الفصيح فلا تقابل … ضعيف البرّ إلا بالقبول

وإنّ الوزن وهو أصحّ وزن … يقام صغاه بالحرف العليل (٥)

فإنْ يكُ ما بعثتُ به قليلا … فلي حالٌ أقلُ من القليل

نجزته من كلام المعري.

والسلام عليك ما سبح الفلك، وسبّح الملك (٦). ورحمة اللّه وبركاته.


(١) الذخيرة: «في ذنوبك». والذنوب، بالفتح: الدلو.
(٢) الذخيرة «فلا تتبع … فيلقاك … لمعناه.
(٣) للمعرى في شروح سقط الزند ١١٤٤ - ١١٤٩.
(٤) يعنى الرسول الذي أنفذه بالرسالة.
(٥) الذخيرة: «وإن الشعر، وهو أتم وزن» وما في الأصل يطابق ما في الشروح.
(٦) الملك: الملائكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>