للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه مختلفات الإنجيل، وتسجدون له ولصاحبيه مرقش (١) ومتى، وتزعمون أنهم يمشون على الماء ويحيون الموتى. شاهت تلكم الوجوه، ولا عدم اللطيم منها والمنجوه (٢).

إذا لم تخش عاقبة الليالي … ولم تستحي فافعل ما تشاء

ذلك كله والنبوة غضة بمائها، وعصا المسيح بقرفها ولحائها، والوحي من ورائها والملك على أرجائها، والعهد جديد، والحلقة حديد. لكنهم:

نزعوا بسهم قطيعة تهفو به … ريش العقوق فسار غير سديد

فأين بناة الصروح ونماة السروح، بل عصمة السفوح، ولعقة الدم المسفوح، متى ملكوا الأرضين، أو أعطوا من جزيرة العرب ما رضين (٣)، أبعد أن استباحتهم الحبشان، وضربت عليهم الجزية وكانت أول خراج بالزمان. فما زلتم تشغلونهم من أبنائكم بالأماثيل، ويعملون لهم ما يشاءون من محاريب وتماثيل، حتى أخدموكم بيوت النيران، وقدموكم للحرث مع الثيران، فما أنف ذو جاهكم ولا أنقر، ولا أحلى ولا أمقر (٤)، كذلك الكلاب على البقر (٥). أهذه النجد البهم، لا رعاة شياه ولا بهم (٦). ومن لرعى الشّويهات يا كشاجم (٧)، غير العسفاء والأعاجم، سواس الخنازير، وحرّس


(١) كذا بالشين المعجمة، وهو مرقس، ويسميه المسعودي «مارقس».
(٢) نجهه: استقبله بما يكره، وزجره وردعه.
(٣) سبق مثل هذا التعبير في ص ٢٤٩.
(٤) أنقر: كف وأقلع. وأمقر: كان مرا. وفي الأصل: «امغر»، تحريف.
(٥) هو مثل، يقال بالرفع والنصب، أي أرسلها على بقر الوحش. ومعناه خل مرأ وصناعته.
(٦) انظر ما سبق في ص ٢٤٧.
(٧) كشاجم: لقب لشاعر معروف، واسمه محمود بن الحسين. توفى سنة ٣٥٠ أو ٣٦٠. الفهرست ٢٠٠، وسير النبلاء القسم الثاني من الجزء ١٠ ص ٢١٨، وحسن المحاضرة ١: ٢٦٨ وشذرات الذهب ٣: ٣٧ قالوا: سمى بذلك لأنه كان كاتبا شاعرا جوادا منجما، ثم مهر في الطب فقيل «طكشاجم».

<<  <  ج: ص:  >  >>