للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسالة ثانية في الرد على ابن غرسية «*»

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً

أية نار قدح القادح … وأي سهم فوق الكاشح (١)

• إحدى لياليك فهيسي هيسي (٢)

لشد ما استهواك أيها الشعوبي شيطانك، والتفت على نزعك أشطانك، أدريت، حين زريت، أي أديم فريت، وأي ظهر للمكارم اعروريت، رميت بكل أفوق ناصل رمي (٣)، وأوضحت غير جلى، وراهنت على الجحاش كل سباق أعوجي، من الأدم، القدم، ليسوا بصهب خرس، ولا بمجوس فرس.

أعد نظراً ففي الأمم العادية، والأجيال الجرهمية، والجبابرة الطسمية، والعماليق الغلب الإرمية، ما يروعك، ولا يفرخ له روعك. وفي مضر الحمراء واقيال عدنان، والتبابعة من يعرب بن قحطان، وأبرهة ذي المغار، وعمرو ذي الأذعار ما يوقظك من سنة هواك، ويحجرك عن باطل دعواك، أنوف شمخ، وجبال رسخ، ومجد تليد، وعز مشيد:

رسا أصله تحت السما وسما به … إلى النجم فرع لا ينال طويل (٤)


(*) انظر ما سبق في التقديم ص ٢٣٧.
(١) البيت لأبى نواس في ديوانه ١٩٢ والبيان (٣: ١٩٨). وانظر الحيوان (١: ٩). والرواية فيها جميعا: «وأي جد بلغ المازح».
(٢) هاس هيسا: سار. والرجز في المقاييس واللسان (هيس) ومجالس ثعلب ٢٩٣ والمخصص (٧: ١١٣). وبعده:
لا تنعمى الليلة بالتعريس
(٣) الأفوق: السهم المكسور الفوق، وهو مشق رأس السهم حيث يقع الوتر. والناصل:
الذي سقط نصله.
(٤) للسموأل بن عاديا، في الحماسة ١١٤ بشرح المرزوقي، برواية: «تحت الثرى».

<<  <  ج: ص:  >  >>