بيت في كسره اعتلج محمد صلى الله عليه وسلم ودرج، وفيه دب وإلى السماء عرج، ثمرة دوحة زكت في مضر منابتها، ونما في النضر بن كنانة نابتها، ووشجت إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم أعراقها، وتولفت من هاشم أغصانها وأوراقها، سمت صعدا بين السنا والسناء، أصلها ثابت وفرعها في السماء، صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ما فاهت الأفواه، ووردت المياه، واستغفر الله كل منيب أواه، وعلى صحبه وعترته نجوم الهدى، ورجوم العدى، الركع السجود، القوام الهجود، أصحاب الغرر والتحجيل (١)، وحملة التنزيل، والعلمة بالتأويل، ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ. إليك فقد بين الصّبح لذي عينين، وطبّق بين الخافقين. فلا تفغر أيها الأثيم الأفاك، بقديم بعدها فاك، ولئن أوجعناك، فبما قدمت يداك. أجل صديق المرء عقله، وعدوه جهله، ولا يحزنك دم هراقه أهله:
غمزت قناتي غمزة فوجدتها … من العز يأبى عودها أن يكسرا
فإن تغضبوا من قسمة الله بيننا … فلله إذ لم يرضكم كان أبصرا
كملت الرسالة والحمد للّه رب العالمين
(١) في الحديث «أمتي الغر المحجلون»، أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام. وكتب إزاء الكلمة في الجانب: «والحجول». وانظر ما سبق في ص ٢٦٢ س ٣ لتضمه إلى ما سبق في ٢٣٧ من دلائل تعزيز نسبة الرسالة مشفوعا بما نبهت عليه في الحاشية رقم (٥) من ص ٢٩٥.