بسم اللّه الرّحمن الرّحيم رسالة جامعة لفنون نافعة في شرى الرقيق وتقليب العبيد
يعلم منها الراغب في هذا الشأن الأعضاء السّليمة من المئوفة، والأخلاق الطاهرة من الردية، وأي الإماء يصلحن للخدمة، وأيهن للمتعة، وأي الأجناس عبيد طاعة وولاء، وأيهم ذوي أنفة وحمية، وأيهم لا يصلحه إلا الكد والعصا فيختار من كل جنس ما يوافق غرضه، وينال به أربه، فإنه يقال:
من أراد الجارية للذة فليتخذها بربرية، ومن أرادها خازنة وحافظة فرومية، ومن أرادها للولد ففارسية، ومن أرادها للرضاع فزنجية، ومن أرادها للغناء فمكية.
ومن أراد العبيد لحفظ النفوس والأموال فالهند والنوبة، ومن أرادهم للكد والخدمة فالزنج والأرمن، ومن أرادهم للحرب والشجاعة فالترك والصقالبة.
هذا كلام جمعنا متشتته ونظمنا منثوره من رسائل معلم الإسكندر (١) وغيره من العلماء والفلاسفة.
ومقالتنا هذه تشتمل على فنون خمسة:
الأول منها: في وصايا ينتفع بها في البيع والشرى.
الثاني منها: فيما يتفقّد من أعضاء الرقيق بحسب ما يراه الأطباء.
(١) يعنى أرسطو. قال القفطي في أخبار العلماء: «وكان أرسطوطاليس معلم الإسكندر بن فيلبس ملك مقدونية، وبآدابه عمل في سياسة رعيته وسيرة ملكه، وانقمع به الشرك في بلاد اليونانيين، وظهر الخير وفاض العدل. والأرسطوطاليس إليه رسائل كثيرة معروفة مدونة».